بعض ما جاء في مانشيت الجمهورية:
ما حصل في الأيّام الأخيرة، على ما تكشف معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، ظهّر رغبة أميركية بإعادة تحريك المسار السياسي على جبهة لبنان، لبلوغ حلّ او اتفاق او تفاهم يتوازى من الإنجاز الأميركي في غزة، يمهّد له بوقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وورقة توم برّاك تشكّل الأساس لذلك، وتلقّى لبنان إشارات مباشرة بهذا المعنى من برّاك نفسه، وعلى هذا الأساس جاء الطرح باستعداد لبنان لإجراء مفاوضات غير مباشرة برعاية أميركيّة، على شاكلة ما جرى في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.
وبحسب المعلومات الموثوقة، فإنّ الأميركيين كانوا مرتاحين للتجاوب اللبناني مع طرحهم المتجدد بإطلاق مسار الحل السياسي، إلّا انّ هذا الطرح لم يعمّر طويلاً، إذ سرعان ما بردت حماسته، حتى لا نقول إنّه تمّ التراجع عنه بشكل نهائي، حيث اصطدم بالرفض الإسرائيلي، ما أعاد الأمور إلى المربّع الاّول، وأبقى الوضع في دائرة التصعيد الذي تمارسه إسرائيل. وأما ما يعني الطرح اللبناني حول المفاوضات غير المباشرة، فهو لم يعد قائماً، أقلّه في هذه المرحلة». وعلى ما يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد فشل الطرح الأميركي «لم يعد هناك مسار قائم سوى العمل بحسب الآلية المعتمدة حالياً ضمن اللجنة الخماسية (الميكانيزم)».
ومعلوم انّ إسرائيل تريد إلزام لبنان بمفاوضات مباشرة ذات طابع سياسي، تفضي إلى حلّ وفق مصلحتها، ويفرض واقعاً جديداً في المنطقة الجنوبية، الكلمة العليا فيه لها. وانعكس الموقف الإسرائيلي بصورة واضحة في رفع وتيرة الاعتداءات والاستهدافات للبنى والمنشآت المدنية في الجنوب في الفترة الأخيرة، واستُتبعت أمس بغارات جوية عنيفة من الطيران الحربي، استهدفت منطقة المحمودية والجرمق ومجرى نهر الليطاني ومزرعة الدمشقية في منطقة النبطية، وذلك بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران التجسسي في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية على علو