تشير المعطيات السياسية الراهنة إلى نقاش جدي داخل الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، حول إعادة توزيع المقاعد والمرشحين في بعض الدوائر الانتخابية الحساسة، لا سيما في البقاع الغربي وزحلة. هذا النقاش يعكس إدراكًا لدى الطرفين بضرورة إعادة تقييم التحالفات الانتخابية في ظل التبدلات التي طرأت على المزاج الشعبي والتحالفات التقليدية.
وفق المعلومات المتداولة، يبحث حزب الله في إمكانية ترشيح شخصية محسوبة عليه في دائرة البقاع الغربي بدلًا من مقعد مخصص عادة لحركة أمل، على أن تحصل الأخيرة في المقابل على مقعد الحزب في زحلة. هذه المقايضة المحتملة تأتي نتيجة صعوبة إبرام حزب الله لتحالف متماسك في زحلة، بعد تراجع التأييد الشعبي له في المنطقة.
تبدّل المزاج السياسي في زحلة يرتبط بعدة عوامل، منها التحولات في الرأي العام المسيحي الذي يميل إلى الابتعاد عن التحالف مع حزب الله، إضافة إلى الضغوط الإقليمية.
ويبرز في هذا السياق ما تردد عن تبليغ النائب حسن مراد قرارًا من
إحدى الدول الخليجية بعدم الدخول في أي تحالف انتخابي يجمعه مع حزب الله أو التيار الوطني الحر أو تيار المستقبل، وهو ما يعقّد المشهد الانتخابي في البقاع الغربي أيضا أمام الحزب.
هذا التطور يعكس أيضًا تحديات داخلية يواجهها الثنائي الشيعي في الحفاظ على توزيع نفوذه الانتخابي التقليدي. فحركة أمل تسعى إلى ضمان مقاعدها في مناطق نفوذها التاريخية، بينما يواجه حزب الله ضغوطًا متزايدة في الدوائر المختلطة ذات الغالبية المتنوعة طائفيًا،
في المحصلة، يعكس هذا النقاش بين الحزبين مرحلة إعادة تموضع انتخابي تهدف إلى الحد من الخسائر المحتملة وضمان استمرار التمثيل المتوازن داخل البرلمان، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن تحولات في البيئة السياسية اللبنانية تتجاوز الحسابات الانتخابية.