HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

«تران بيروت» يعود بحلّة جديدة

15
OCTOBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

فيفيان حداد -

من المتوقَّع أن تشهد بداية عام 2027 إنجاز عملية إعادة تأهيل محطة قطار مار مخايل في العاصمة اللبنانية. فالمكان المهجور منذ التسعينات، الذي تضرَّر بشكل كبير إثر انفجار بيروت، يعود إلى الحياة من جديد بفضل مشروع إنمائي ثقافي بتمويل من السفارة الإيطالية لدى لبنان.

أُعلن عن الخبر في مؤتمر صحافي عُقد في مصنع «أبرويان» في برج حمود بدعوة من السفارة الإيطالية، فجرى عرض لمراحل تنفيذ المشروع. وكانت إيطاليا قد رصدت مبلغ مليوني دولار أميركي هبة للمساعدة في إعادة تأهيل المحطة، وذلك ضمن سياسة الإنماء وحماية التراث التي تنتهجها تجاه مدينة بيروت. وصرَّح السفير الإيطالي خلال المؤتمر بأنّ المشروع سيكون هدية من إيطاليا إلى بيروت، والعمل جارٍ على إنجازه ليرى النور مطلع عام 2027.

ومن المتوقَّع أن تصبح المحطة نقطة التقاء ثقافية وترفيهية لأهالي المدينة، تتضمَّن مساحات خضراء وقاعات محاضرات ومحالاً لبيع التذكارات وغيرها.

المشروع مموَّل من السفارة الإيطالية بالتعاون مع منظمة «اليونيسكو» و«يو إن أبيتات»، وتُنفذ عملية التأهيل بطريقة تحافظ على هوية المحطة التراثية من دون المسّ بجوهرها.

والمعروف أنّ لبنان شهد أول محطة قطار حديدي أواخر القرن التاسع عشر عام 1895، ثمّ تطوَّرت وازدادت الخطوط الداخلية وأنواع القطارات خلال عهد الانتداب الفرنسي (1920 - 1943). بعدها انتقلت إدارة مصلحة سكك الحديد إلى السلطات الوطنية وأُممت عام 1961. لكن في المرحلة الممتدّة بين عامَي 1945 و1975، عرف هذا القطاع مشكلات عدّة وسوء إدارة، حتى توقَّف العمل به جزئياً خلال الحرب في لبنان (1975 - 1990)، وكلياً بعدها عام 1994.

آخر رحلة لهذا القطار كانت عام 1994 بين بيروت وشكا. ومنذ ذلك الوقت توقّفت الرحلات نهائياً، وبقي المَعْلم ذكرى تتحدّث عنها أجيال من اللبنانيين بغصّة. فالقطار أو «تران بيروت» كما يحبّ البعض تسميته، شكّل باب المواصلات الواسع بين لبنان وجيرانه. وعام 1920، ومع إعلان دولة لبنان الكبير، طوَّرت السلطات الفرنسية خطوط سكك الحديد، وأنشأت «الترامواي» الكهربائي في بيروت وضواحيها، وربطت محطتَي بيروت وطرابلس عام 1941 لضرورات عسكرية، فأصبحت للبنان خطوط داخلية أساسية تربط ساحله ببقاعه، وتتّصل في الوقت ذاته بمحطات إقليمية ودولية مثل سوريا وتركيا وأوروبا، وكذلك بفلسطين ودول الخليج والعراق وإيران.

وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، يشير خبير التراث الثقافي في الوكالة الإيطالية للتنمية الإغاثية جورج شرابية إلى أنّ المشروع يمتدّ على مساحة 10 آلاف متر مربع. ويتابع: «ستُرمم مبانٍ في المحطة؛ 6 منها تابعة لها، وواحد في المقابل سيتحوَّل إلى مكان يتلقَّف أرشيفها».

ويؤكد شرابية أنّ واحداً من هنغارات المحطة سيتحوّل إلى متحف يتضمّن كلّ ما يتعلّق بتاريخ هذه المحطة من أدوات ووثائق، كما سيُقام فيه عرض مصوَّر يروي قصة القطار الحديدي منذ تأسيسه حتى اليوم.

المكان سيتحوّل إلى مركز ثقافي ترفيهي يُحافظ في الوقت عينه على هندسته المعمارية التراثية. كما سيجري الإبقاء على السكة الحديدية، ليكون القطار جاهزاً للعمل من جديد في حال تقرَّرت إعادة تشغيل رحلاته. وسيتمكّن زوّار المكان من إمضاء الوقت في مساحاته الخضراء، كما ستُستَحدث كافتيريا تستقبلهم وعائلاتهم، فيما ستُخصَّص مساحة 12 ألف متر مربع لتنظيم الحفلات والمناسبات الخاصة والعامة وإقامتها. حتى السكك الحديدية ستُرمم، وسيحضر القطار على السكة، ليذكّر رواد المكان بالرمزية التي يحملها والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعاصمة أيام العزّ.

ويتابع شرابية: «نحافظ على تراث المكان وعراقته، ونعيد إليه التصميم نفسه ومظهره الخارجي، فلا يفقد أي خط من خطوط هويته الأصلية التي وُلدت عام 1894».

وإضافة إلى السفارة الإيطالية، تشارك «اليونيسكو» في تأهيل المحطة من خلال ترميم عماراتها، فيما تتولّى «يو إن أبيتات» مهمّة إعادة تشغيل البنية التحتية للمحطة بنظام متطوّر وحديث.

 

 

الشرق الأوسط
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING