بعض ما جاء في مانشيت الجمهورية:
في موازاة الحدث الفلسطيني، يتموضع الداخل اللبناني على منصّة التأرجُح بين الترقّب القلق لما قد يَلي اتفاق غزة من ارتدادات عليه، وبين الاستهدافات الإسرائيلية المتتالية والإعتداءات المتمادية، وسط مخاوف جدّية من أن تنتقل إسرائيل بعد انتهاء حرب غزة إلى التصعيد على جبهة لبنان، ومحاولة فرض وقائع أمنية عليه، ولاسيما في المنطقة الجنوبية، وبين التخبّط في الإشكالات السياسية التي تُنذِر بالصدام على الملفات الخلافية، سواء ما يتصل بسلاح «حزب الله»، أو بالاستحقاق الانتخابي الذي فُتحت ساحته لمعركة قاسية حول قانون الانتخابات النيابية، شرارتها كامنة في تصويت المغتربين.
وإذا كانت الأجواء الإنتخابية يسودها حال من التحدّي المتبادل بين مؤيّدي إشراك المغتربين في انتخاب كل أعضاء المجلس النيابي، ومعارضي هذا الأمر، بالتزامن مع ضخّ مناخ في الأجواء الداخلية يُشكِّك في إمكان إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أيار المقبل، إلّا أنّ هذا التحدّي، على ما يقول مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»: «لا يعدو أكثر من جزء استباقي من اللعبة الانتخابية، التي عجّلت فيها بعض الأطراف تحت عنوان المغتربين، في محاولة شديدة الوضوح للشحن الانتخابي وحشد الشعبية واستعطاف الناخبين».
وكشف المسؤول عينه عن معطيات أكيدة، تفيد بأنّ كل المكوّنات الداخلية صارت متيقنة من «أنّ معركة المغتربين لن توصل إلى أيّ مكان، وأنّ طريق اقتراح تعديل القانون الحالي لمنح المغتربين حق الانتخاب لكل المجلس، يصطدم برفض رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن يماشي مَن صوّتوا مع القانون الحالي ثم انقلبوا عليه، لأنّهم لم يعودوا يرَون مصلحتهم فيه، وبتأكيده على «أنّ هناك قانوناً انتخابياً نافذاً فليُطبَّق»، ما يعني أنّ «قدرة تعديل القانون وتمرير تصويت المغتربين، هي منعدمة أساساً».
وبحسب معلومات موثوقة للمسؤول عينه، فإنّ هذه الأطراف تقوم بالشيء ونقيضه في آنٍ معاً. فهي من جهة، تحافظ على وتيرة تصعيدية عالية حيال هذا الأمر في العلن، إلّا أنّها في الخفاء بدأت تحضيراتها لانتخابات بلا مغتربين، وتؤكّد ذلك حركة الاتصالات المكثفة التي تجري على أكثر من خط سياسي، وكذلك حركة مجموعات نيابية مصنّفة سيادية وتغييرية، بدأت منذ الآن تطرق أبواب أحزاب سياسية وكتل نيابية، توسّلاً لحجز أمكنة لها في اللوائح الانتخابية، علماً أنّ خبراء الإحصاءات والاستطلاعات الانتخابية يتفقون على خيبة شعبية عارمة من هذه الفئات التي لم تكن بقدر التوقعات».