نكتب إليك عن زمنٍ كان فيه الانتماء إليك جريمة،
نكتب عن زمن الاحتلال،
حين كان القرار يُصاغ في عنجر،
وحين كانت الدولة واجهة، والسيادة ممنوعة،
وحين كان كل من يقول “أنا عوني” يُعتقل، يُضرب، يُسجن، يُهدّد، يُراقب.
نكتب عن الذين وزّعوا المناشير في الليل،
عن الذين خبّأوا صورك تحت الوسادة،
عن الذين كتبوا اسمك على الجدران،"عون راجع"
عن الذين وقفوا في وجه الاحتلال،
لا بالمدافع، بل بالكلمة،
لا بالصوت العالي، بل بالصوت الثابت،
لا بالعدد، بل بالإيمان.
نكتب عن وجعٍ قديم، عن يومٍ لم يُنسَ،
السابع من آب 2001، حين خرجنا
لم نكن نحمل سلاحًا، لم نكن نطالب بالسلطة، بل بالعدالة.
وقفنا عند قصر العدل، نرفض قرارات القضاء “التعسفية” بحق الذين أرادوا محاكمتهم لأنهم صدّقوا لبنانًا حرًا.
في تلك المرحلة، لم يكن التيار حزبًا… كان مقاومة.
مقاومة مدنية، شعبية، وجدانية،
مقاومة تحمل حلمًا، وتحمل اسمك كراية.
جنرال، كنت الغائب الحاضر،
كنت الصوت الذي يخيفهم،
كنت الزمور الذي يُرعبهم،
كنت الحلم الذي لم يعرفوا كيف يقتلوه.
واليوم، في ذكرى ١٣ تشرين،
نكتب عن تلك المرحلة،
لا لنستعيد الوجع، بل لنُذكّر أن التيار لم يُخلق في السلطة،
بل وُلد في السجون،
وفي المناشير،
وفي القلوب التي لم تخف.
يتبع …