بعد حرب، لا بل إبادة تعرض لها قطاع غزة وسكانه، يحق للشعب الفلسطيني أن يتنفس الصعداء. مهما كانت الأسباب والدوافع والسياقات، هناك حاجة لالتقاط الأنفاس، وتضميد الجراح، ولملمة آثار الحرب. هذا طبعاً، إن صدقت إسرائيل في التزامها مع دونالد ترامب الذي دوَّن في سجله نقطة دعائية لصالح إنهاء الحرب.
وفي ترقب لمتابعة وقف النار، تتوجه الأنظار إلى كيفية التعاطي الإسرائيلي مع لبنان. فعدوانية بنيامين نتنياهو لا تسمح بأي تفاؤل، في انتظار القرار الأميركي بمدى تحييد لبنان عن أي عدوان جديد، أو تغطيته والسماح لإسرائيل باستغلال هذه اللحظة.
وفي المواقف اللبنانية، رحب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالاتفاق، فيما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري "إننا نكون سعداء إذا ما توقفت حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على مدى عامين في قطاع غزة"، مشددا على وجوب الحذر من إنقلاب إسرائيل على الاتفاق.
اما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فاكد أن "اتفاق غزة ووقف الحرب خطوة باتجاه حقن الدماء الفلسطينية". وأمل باسيل "أن تشكل الجهود الدولية مدخلًا لحل عادل يُعيد للفلسطينيين حقوقهم ودولتهم وفق قرارات الشرعية الدولية"، مشيراً إلى أن "لبنان الذي يدفع ثمن الاعتداءات على سيادته، أكثر من يدرك أن السلام يقوم على العدالة".
في هذا الوقت، تواصلت اليوميات اللبنانية في محاولة معالجة الأزمات المزمنة. وقد تمخض مجلس الوزراء في جلسته الخميس عن حل لأزمة النفايات، تضمن توسيع مطمر الجديدة، والسماح للبلديات بإصدار رخص لمعامل معالجة النفايات.
وفي المواقف من أزمة قانون الإنتخابات أكد بري "أن الانتخابات يجب أن تُجرى في موعدها وفقاً للصيغة الحالية للقانون الساري المفعول"، ولفت إلى "أن هذا القانون قد أعطى صلاحيات إستثنائية لوزيري الداخلية والخارجية فليتفضلوا إلى الانتخابات"، مؤكداً أنه "ضد التمديد".
على خط آخر، مضى التيار الوطني الحر في التحضير المتواصل على كل الصعد لإحياء ذكرى 13 تشرين، السبت في "الفوروم دو بيروت". فالهيئات واللجان في حركة مستمرة للحشد والدعوات والمتابعة. وفي وقت تشكل هذه الذكرى التأثير الأكبر في وجدان حالة "التيار"، من المتوقع أن يتضمن خطاب رئيسه جبران باسيل أفكاراً لحلول في بعض الأزمات الحالية على أكثر من صعيد، وذلك من ضمن خطاب لبناني وطني شامل وتأسيسي للمرحلة المقبلة.