كتب النائب جميل السيّد، اليوم الخميس، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، متناولًا مقارنة بين المفاوضات الجارية حول غزة والمواقف اللبنانية من التطورات الإقليمية الأخيرة، متسائلًا: "لماذا قد تنجح غزة حيث فشل لبنان؟!".
وأضاف السيد أنّ النجاح الذي تقترب منه حركة حماس في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يعود إلى امتلاكها أوراق قوة تفاوضية واضحة ومستقلة، مشيرًا إلى أنّ حماس تفاوض عن نفسها مباشرة، دون أن يسمح أحد بالتحدث باسمها أو نيابتها، حتى الوسطاء.
وتابع السيد، "صحيح أن حركة حماس كانت ولا تزال تملك ورقة الأسرى التي تربك إسرائيل، وصحيح أنها تحظى اليوم برعاية عربية وإسلامية مباشرة في مفاوضاتها، وصحيح أيضاً أن أميركا تضغط لإنجاح المفاوضات كمقدمة للتطبيع بين العرب وإسرائيل، لكن السبب الأساسي لنجاحها هو أنها تفاوض عن نفسها".
وأشار إلى أنّ الفرق الجوهري بين التجربتين الفلسطينية واللبنانية هو أن الدولة اللبنانية تفاوض “تحت وطأة الضغوط الخارجية” طمعاً بالمكاسب والمناصب، أو خوفاً من خسارتها، مضيفًا أنّ بعض المسؤولين يتعاملون لا كممثلين لمصلحة الدولة وحياة الناس، بل كوسطاء يحاولون الضغط على المقاومة.
وأضاف، "إن نجحوا في الوساطة قالوا للخارج إنهم أبطال الوسطية والحلول، وإن فشلوا قالوا: أعذرونا، فالمقاومة عنيدة. هكذا حصل في اتفاق وقف النار المشؤوم، وصولاً إلى قرارات الحكومة الأخيرة بنزع السلاح ونشر الجيش من دون أي ضمانات حول انسحاب إسرائيل".
واعتبر السيد أنّ أداء الدولة اللبنانية الحالي يعكس تسريعاً للاستسلام بدل التفاوض الوطني المسؤول، متسائلًا: "هل فات الأوان على تصحيح المسار؟".
ورأى أنّ أغلب اللبنانيين يتطلعون للخروج من الوضع المأزوم بأسرع وأفضل طريقة ممكنة، مشدداً على أن المطلوب ليس رفض الوساطات أو مواجهة الخارج، بل استعادة القدرة على التفاوض من موقع قوة.
وأوضح أنّ أوراق الحلول والمقايضة موجودة ومتاحة، لكنّ المشكلة تكمن في أنّ السلطة لا تراها أو لا تملك الجرأة على طرحها، مضيفًا، "ما نحتاجه هو من يملك المعرفة والوطنية والشجاعة ليضع مصلحة لبنان وأهله، وخاصة في الجنوب، فوق أي مصلحة شخصية أو حسابات سياسية".
وختم النائب جميل السيد منشوره بدعوة لافتة، إذ اعتبر أنّه آن الأوان ليبدأ الخارج التفاوض مباشرة مع المقاومة، معتبرًا أنّها "لا تبدو بعيدة عن الحلول المنطقية"، ومؤكّدًا أنّ الطريق المستقيم هو الأقصر، قائلاً: "صاحب الدار أدرى بما فيه".