HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

هل هناك تصعيد إسرائيلي محتمل على لبنان؟ - اللواء الركن المتقاعد سمير الحاج

9
OCTOBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

يُكثر بعض المحللين في الآونة الأخيرة من الحديث عن عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة ضد لبنان، معتبرين أن العدو يستعد لتوسيع عملياته لتشمل العمق اللبناني، استناداً إلى تقديرات يختلط فيها التحليل بالأمنيات أو بمحاولات التأثير الإعلامي والسياسي. غير أن قراءة متأنية للمعطيات الميدانية والإشارات السياسية والعسكرية تشير إلى عكس ذلك تماماً.

إسرائيل، في الواقع، ليست في وارد شن حرب شاملة على لبنان في هذه المرحلة. فالوضع الداخلي الإسرائيلي يعاني من انقسامات سياسية واجتماعية حادة، وحكومة نتنياهو تواجه ضغوطاً داخلية وخارجية غير مسبوقة، سواء من الشارع أو من المؤسسة العسكرية او من المجتمع الدولي . والقدرة على فتح جبهة شمالاً تبدو محدودة في ضوء التوازنات الدقيقة القائمة والتي لا تعطيه اي امتيازات استراتيجية.

من الناحية الاستراتيجية، تستفيد إسرائيل من الستاتيكو الحالي على الحدود اللبنانية — أي حالة اللاسلم واللاحرب — التي تمنحها حرية التدخل والرد وفق مصالحها، دون أن تتحمل كلفة حرب واسعة لا يمكن التنبؤ بنتائجها. هذا الواقع يسمح لها بالضغط العسكري والسياسي على لبنان من جهة، وباستخدام الجبهة الشمالية كورقة تفاوضية أو توازن ردع مع محور المقاومة من جهة أخرى.

كما أن إسرائيل تدرك أن أي حرب شاملة مع لبنان لن تكون نزهة عسكرية، بل ستدخله في حرب مكلفة عسكريا ومتطلباتها كثيرة نظرا للارتباطها ببيئة سكانية معادية ومعقدة مع تعقّد الجغرافيا اللبنانية. لذلك، فهي تفضل البقاء في إطار التصعيد المحسوب الذي يحافظ على قواعد الاشتباك التقليدية دون خرقها بالكامل.

في المقابل، يسعى بعض المحللين أو الأطراف السياسية إلى تضخيم احتمال الحرب لأسباب داخلية أو إعلامية، سواء لتبرير مواقفهم أو لتوجيه الرأي العام نحو توقعات دراماتيكية. إلا أن الواقع الميداني لا يدعم مثل هذه الفرضيات، فالحشود العسكرية والعمليات الاستخبارية لا تُترجم بالضرورة إلى نوايا حرب، بل كثيراً ما تكون جزءاً من سياسة الردع والتهويل المتبادل.

أما في الداخل اللبناني، فإن الانقسام السياسي الحاد وفقدان الدولة لمركزية القرار الاستراتيجي يجعلان الموقف الوطني هشاً أمام أي احتمال تصعيد. فلبنان لا يملك اليوم رؤية موحدة لإدارة الصراع أو التفاوض أو حتى لتثبيت قواعد الردع. وهذا ما تراهن عليه إسرائيل ضمنياً، إذ تدرك أن التشرذم الداخلي اللبناني يشكل بالنسبة لها عامل اطمئنان واستمرار للستاتيكو الذي يخدم مصالحها أكثر من أي مواجهة عسكرية مفتوحة.

في المحصلة، لا مؤشرات جدّية على تصعيد واسع في الأفق القريب. إسرائيل تكتفي حالياً بسياسة “الضغط دون الانفجار”، وتُبقي حدودها الشمالية تحت السيطرة، بينما ينشغل لبنان بأزماته الداخلية التي تمنحه في الوقت ذاته هدوءاً هشاً وخوفاً دائماً من المجهول.

MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING