A
+A
-كتبت جومانا بوصعب شقيقة الشهيد جورج بوصعب الذي استشهد في معركة عبرا:
رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية، إلى دولة رئيس مجلس الوزراء، إلى معالي وزير الدفاع، إلى سعادة قائد الجيش اللبناني، والقضاء اللبناني،
الموضوع: صرخة من أجل العدالة وتحذير من خيانة دماء الشهداء،
أتوجّه إليكم اليوم بصفتي شقيقة الشهيد الملازم اول المغوار جورج بو صعب، الذي استشهد دفاعًا عن لبنان وجيشه خلال معركة عبرا سنة ٢٠١٣، ، تلك الصفحة السوداء من تاريخنا التي لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة الوطن
لقد تابعنا جميعًا بالأمس خبر تسليم الإرهابي الفارّ فضل شاكر نفسه إلى الجيش اللبناني — إلى المؤسسة نفسها التي قدّم جنودها وضبّاطها دماءهم على أيدي الجماعة التي كان يناصرها ويمجّدها و يمولها ويخطب باسمها على المنابر للتجييش والتحريض ضد عناصر الجيش اللبناني .
واليوم نسمع بقلق بالغ أحاديث عن تسويات محتملة أو وعودٍ بتخفيف الأحكام أو إسقاط التهم عنه ، هذه الأخبار تعيد فتح الجراح في قلوب عائلات الشهداء الذين دفعوا الثمن الأغلى لحماية هذا الوطن.
إنّنا نعلنها بصوتٍ عالٍ وواضح: أي عفوٍ أو تساهلٍ أو ضماناتٍ تُقدَّم للإرهابي فضل شاكر تُعتَبر إهانةً سافرة لدماء الشهداء، وتهديمًا لهيبة الدولة أو ما بقي منها، وكرامة الجيش اللبناني.
وما يزيد القلق هو ما يتردّد عن نية البعض منح امتيازات أو عفوٍ مشبوه للإرهابي أحمد الأسير، المسؤول المباشر عن قتل جنودنا ومنهم شقيقي الشهيد الملازم اول المغوار جورج بو صعب، وإن صحّت هذه الوعود، فذلك سيكون خيانة وطنية كبرى لا تغتفر.
فخامة الرئيس،
أنتم تعلمون تمامًا ثمن الدم الذي سُفك في عبرا سنة ٢٠١٣. كنتم قائدًا للجيش لفترة طويلة ووعدتم حينها بأنّ دماء الشهداء لن تُساوَم عليها وأن العدالة ستأخذ مجراها، لقد صدّقناكم... ونريد أن نُواصل الإيمان بوعودكم.
لكن اسمحوا لي أن أقولها بكل وضوح:
إذا تهاونت الدولة اليوم مع قتلة جنودها، فإنها تفقد شرعيتها الأخلاقية إلى الأبد.
فلا يمكن بناء سلامٍ على الظلم، ولا مصالحةٍ بلا عدالة، ولا دولةٍ تُكرَّم فيها يدُ المجرم ويُنسى فيها الشهيد.
إنّ الشعب اللبناني يراقب. عائلات الشهداء تراقب. والتاريخ أيضًا يراقب.
فلا تخونوا الوعد الذي قُطِع يوم سقط أبناؤنا بشرفٍ تحت راية الوطن.
العدالة ليست خيارًا، بل واجبًا مقدّسًا.
بكل الألم، وبكل الفخر، وبإيمانٍ لا يتزعزع،
جومانا بو صعب
شقيقة الشهيد الملازم اول المغوار جورج بو صعب
عن كل عائلةٍ قدّمت ابنها شهيدًا في صفوف الجيش اللبناني