HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

الرسالة الأخيرة.. هذا ما تبقّى من كلمة مكتوبة كان الشهيد السيد صفي الدِّين ينوي توجيهها إلى الرأي العام بعد انتخابه

4
OCTOBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

في ما يأتي ما تبقّى من كلمة مكتوبة كان الشهيد السيد هاشم صفي الدِّين ينوي توجيهها إلى الرأي العام بعد انتخابه أميناً عامّاً لحزب الله، وقد عُثر عليها بين أوراقه في مكان استشهاده، وننشرها مجتزأة كما عُثر عليها.

بسم الله الرحمن الرحيم

«لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا (الأحزاب 21). ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً (الأحزاب 22). من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (الأحزاب 23).

ابتداءً أتوجه بكلمتي هذه إلى عائلات الشهداء والجرحى والمصابين جراء هذا العدوان الإسرائيلي على بلدنا بأسمى آيات العزاء والتضامن وإظهار المشاعر الصادقة تجاه ما عانوه، وأسأل الله تعالى أن يوفيهم أجر الصابرين المحتسبين.
أتحدث إليكم أيها الأعزاء في بلدنا العزيز لبنان، وفي كل بلداننا العربية والإسلامية، والى كل حر وشريف في هذا العالم، وإلى كل من يأبى الظلم ويُقاوم بوجه الظالمين والطغاة والمستكبرين.

مما لا شك فيه أن الحزن والأسى هو الذي يسيطر على قلوبنا مما جرى ويجري من استهداف واستباحة وقتل ومجازر، يمعن العدو الإسرائيلي في ارتكابها بدعم وغطاء أميركيين، وصمت دولي يصل إلى حد التشجيع والتحريض على إحداث المآسي المتواصلة منذ ما يقرب العام بحق أهل غزة والشعب الفلسطيني عموماً، وصولاً إلى لبنان الذي يتعرض لهذه الهجمات البشعة والظالمة.

كما إن حزننا عميق وكبير ولا يوصف على فقدنا لقائدنا وسيّدنا وملهمنا، أميننا العام السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، الذي قاد هذه المسيرة المباركة المنتصرة، التي حققت انتصارات غير مسبوقة، وأنجزت أهدافاً عظيمة كانت وستبقى خالدةً بفضل قيادته وحكمته وشجاعته، وقبل أي شيء بفضل إيمانه وإخلاصه واستعداده للتضحية بكل ما عنده ومن عنده في سبيل القضية التي آمن بها والتزمها مع شعبه وأهله وعائلات الشهداء والجرحى، والعائلات المضحّية في مسيرتنا المقاومة، وقد كنا ننتظر إطلالته في مثل هذه الأحداث ليكون كلامه بلسماً للجراح ونافذةً لفهم ما يجري وتوضيحاً وتثبيتاً ووعوداً بالقدرة على التغلب على كل المصاعب.

نعم إن مصابنا جلل وكبير بافتقاد هذا القائد الاستثنائي وهو فعلاً كان نادرة زمانه. وعلى أي حال، الحديث عن هذا القائد يحتاج إلى وقت طويل ليس الآن وقته، وأنا أعتقد أنه مهما تحدّثنا فسنبقى قاصرين عن بيان جوانب الفرادة في شخصيته، وكذلك افتقادنا لأحبائنا ورفاقنا من القادة والمجاهدين الذين شكلوا طوال هذه المسيرة ثلةً خالصةً أفنت حياتها ووجودها في سبيل الله.

سأتحدث عن أمرين تاركاً عدداً من القضايا لوقت لاحق، لأن الأحداث التي تحصل اليوم، سواء في فلسطين أو لبنان أو كل المنطقة، هي من الحوادث المفصلية التي لا يجوز أن نمر عليها سريعاً من دون التأني والتفحص.

1- إن الحرب التي شُنّت على أهل غزة ومقاومتهم، كان الهدف النهائي منها هو إنهاء المقاومة سواء في غزة أو الضفة، ولاحقاً كل عمل مقاوم في لبنان أو غيره.

ولأن العدو خبيث وغادر، أخفى بعض هذه الأهداف وبدأ بالإبادة، والعالم المستكبر وتحديداً أميركا وفرت له كل الدعم والغطاء اللازمين، ونحن حين قررنا الانخراط بمعركة الإسناد كنا نعمل على حماية ومساندة أهل غزة والمقاومة في فلسطين، ونعمل على حماية بلدنا ومستقبل كل منطقتنا، لكننا في هذه المعركة وضعنا سقفاً وحدوداً التزمناها على الرغم من تجاوزات العدو بين الحين والآخر، وقدمنا الشهداء والتضحيات الكبيرة من أجل المحافظة على الأسقف آخذين في الاعتبار كل الخصوصيات في بلدنا العزيز.

هذه السياسة التي أكد عليها سماحة الأمين العام الشهيد سيد المقاومة والمقاومين (رضوان الله عليه) ولم يقبل أن تنجر الأمور إلى حرب كبيرة ومفتوحة، تعرضنا نتيجة هذه السياسة إلى كثير من الانتقادات، وبقينا مصرين على التزامنا هذا، إلى ان أخذ العدو قرار توسعة الحرب والعدوان على لبنان، وهذا الذي كان سيفعله حتى لو لم ندخل في 8 تشـرين بعد طوفان الأقصى.

ومع هذا كله، بقينا على التزامنا وواجهنا وقاتلنا تحت سقف عدم الانجرار إلى الحرب الكبيرة... طوال كل السنة الماضية كنا منفتحين على إيجاد تسوية كي لا تخرج الأمور عن السيطرة وكذلك في غزة، لكن العدو كان مصراً على فرض شروطه التي تعني بمنطق حكومته المجرمة إنهاء قضية المقاومة في فلسطين... من سيقبل معه؟

لا المقاومة في غزة قبلت ولا نحن في لبنان كنا مستعدين أن نقبل بشـروطه المذلة، لا الآن ولا في أي وقت... ولهذا كانت الإستراتيجية لدينا هي الصمود والثبات والتضحية الغالية كي نحافظ على هذه القاعدة...

إن استخدام الوسائل والأسلحة الأميركية القاتلة والتفوق التقني الهائل لدى أميركا والعدو، كل هذا سخّر للإسرائيلي ليقوم بأضخم عملية إبادة وقتل مستمر لإرهاب الناس وفرض شروطه ومنطقه. هذا القتل المتمادي والذي يشهد تشجيعاً من دول الغرب عموماً هو الطريقة الجديدة التي يلجأ إليها الأعداء لكسـر إرادة المقاومين وتيئيس الشعوب المقاومة. طبيعة العدوان هذه المرة تعتمد على آلات القتل المتطورة نتيجة الهيمنة الغربية على التكنولوجيا...»

الأخبار
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING