هو الصراع في مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية، انعكس على صخرة الروشة، وعبر رمزية السيد حسن نصرالله بالذات. هي "معركةٌ" حقيقية، ولو من غير سلاح. فمن المعلوم أنَّ صراع الرمزيات والإعلام بات في أحيان كثيرة أقوى من المعارك العسكرية، وأفعل. ولم يكن ينقص اللبنانيين إلا "معركة" كان يمكن تفاديها، من دون لا عناد ولا عنتريات، فالعاصمة بيروت تبقى أكبر من الجميع، والأهم، أنها تتسع لجميع أبنائها.
و"معركة صخرة الروشة" انتهت بما أراده حزب الله، لجهة الإعتصام في المكان، وأيضاً لجهة إضاءتها. فاحتشد المناصرون براً مع نواب وكوادر من "الحزب"، وتحركت الزوارق بحراً، فعبّر محبو "السيد" وحزب الله عن عاطفتهم تجاه من قاد حزب الله لأعوام طويلة.
لكن بعد "المعركة"، يعود اللبنانيون إلى حقيقة أزماتهم، وكا أكثرها، في المال والإقتصاد والسياسة وإدارة شؤونهم اليومية.
والقدَرْ، سخرَ مجدداً من اللبنانيين، ومن التخلُّف السياسي، في الصمت إزاء قرار القضاء تخفيض كفالة رياض سلامة من ٢٠ إلى ١٤ مليون دولار، لولا قلة من النواب وتحديدا من التيار الوطني الحر، ابدوا اعتراضهم... وهذا التخفيض يفترض أن يدفع كل من يؤمن بالدفاع عن حقوق اللبنانيين، إلى إعادة تسليط الضوء على هذا الملف وعدم فتح نوافذ للإفلات من العقاب.
وفي المواقف، شدد رئيس الجمهورية جوزاف عون على مشاركة المغتربين في الإنتخابات، خلال لقائه وفداً منه على هامش زيارته الأمم المتحدة.
إلى ذلك بقيت الملفات المالية مدار بحث بين وزير المال ياسين جابر ووفد من صندوق النقد الدولي.