بعدما دعا نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة وتنحية الخلافات وإنشاء جبهة موحّدة في مواجهة إسرائيل، مؤكّدًا أن سلاح الحزب موجه حصريا ضد العدو الإسرائيلي وليس ضد لبنان أو السعودية أو أي طرف آخر، اتجهت الأنظار إلى الرياض ومدى تلقفها لمبادرة حزب الله ورؤيته الجديدة. وتأتي هذه الدعوة بعد الضربة الإسرائيلية لقطر وزيارة رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما يضع خطاب الحزب في سياق محاولة إعادة التموضع والسعي إلى التقارب بدل المواجهة مع الرياض.
في المقابل، يتمسّك الموقف السعودي، بحسب مصادر سعودية، بوضوح بمبدأ أن العلاقة مع لبنان هي علاقة دولة بدولة عبر مؤسساتها الرسمية، وليست مع أحزاب أو شخصيات، مهما بحجمها أو نفوذها. وهو ما يعني أن المملكة تنأى بنفسها عن الدخول في أي اصطفاف داخلي أو التعامل مع قوى الأمر الواقع، وتربط أي تعاون أو دعم للبنان بشرعية الدولة ومؤسساتها فقط.
وبينما يسعى حزب الله إلى طمأنة الرياض وتقديم نفسه كشريك محتمل في مواجهة إسرائيل، ترى المملكة، بحسب مصادرها، أن أي حديث عن صفحة جديدة لا يمكن أن يُترجم عمليا إلا عبر الدولة اللبنانية وحدها، لا من خلال حزب أو جماعة. ومن ثم، يظل تقاطع الموقفين محدودا؛ فحزب الله، وفق هذه المصادر، يخاطب السعودية بمنطق المقاومة والمحاور الإقليمية، بينما تجيب الرياض بمنطق السيادة وعلاقة الدولة بالدولة.