HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

إبراهيم عقيل شهيد قائد وعنوان علم

20
SEPTEMBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

محمد رعد -

أذكر أنه كان يوم جمعة... حين دوى في الضاحية صوت التفجير الذي استهدف مقر اجتماع ضمّ نخبة من إخوة قياديين في قوة الرضوان، وذلك في مبنى مجاور لمجمع القائم (عج). فور سماع أسماء المستهدفين الشهداء، لم يكن مفاجئاً أن يكون بينهم القائد الشهيد إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر).

انصرف ذهني فوراً إلى استعادة مشهد ولده (علي) الذي صادف أن التقيته قبل أيام معدودة في مناسبة تعزية. استوقفني علي آنذاك عند مدخل القاعة ليذكّرني باسمه وبأنه ابن الحاج عبد القادر، وبكل ود واحترام اقترب ليهمس في أذني طالباً الدعاء لوالده بنبرة منخفتة، أحسست معها في تلك اللحظات أنه وأفراد العائلة يترقبون لحظة استشهاده بسبب الخطر الذي كانوا يشعرون أنه محيط به وبإخوانه الذي يعرف العدو الصهيوني قدراتهم وأهليتهم ويترصدهم واحداً واحداً لدرء خطرهم على قواته وما تدبره من عدوان ضد لبنان وشعبه.

وفي مراسم تأبين القائد الشهيد الحاج إبراهيم، التقيت مجدداً بابنه علي، سلمت عليه وعزّيته وباركت له شهادة أبيه... ثم قلت له: أتذكر ذلك اليوم وما طلبت مني أن أفعل؟... كأنك يا عزيزي كنت تترقب شهادته!! قال: نعم، صحيح. فقلت في نفسي: ما أصدق لغة القلوب. فكيف إذا كانت بين الأرحام... سيّما بين الابن وأبيه..!؟

في تلك الحرب المجنونة التي تفلّت فيها العدو من كل الضوابط والقيود، وحظي بدعم كامل وتغطية شاملة لكل ارتكاباته وتجاوزاته ووحشيته من قبل الإدارة الأميركية، وضع في رأس أهدافه التخلّص من قيادة قوة الرضوان في المقاومة الإسلامية لما تشكّله في الذاكرة الصهيونية من جرأة وفعالية ومستوى رفيع من الخبرة القتالية الهجومية والتكتيكية... وكان مجرّد اسمها يحدث حالة من الرعب تظهر على أداء قيادة العدو وجنوده.

والحاج عبد القادر كان على رأس هذه القوة الضاربة والمستهدفة، والحق يُقال إن انخراط إبراهيم عقيل في العمل المقاوم بدأ منذ فتوّته حين كان اسمه تتناقله الألسن في أحياء المنطقة الغربية من العاصمة بيروت بدءاً من محور خندق الغميق وزقاق البلاط وصولاً إلى السودكيو ومداخل بيروت، ومنذ منتصف السبعينيات وصولاً إلى مواجهة الغزو الصهيوني عام 1982 والتصدي له في العاصمة بيروت في أكثر من مكان لدى محاولة العدو اقتحام العاصمة واحتلالها. وتشهد عمليّات الكمائن التي توزّعت بين جسر سليم سلام وبرج المرّ والحمرا على شجاعة وإقدام الإخوة الذين كانوا يعملون كالقبضة الواحدة ضدّ الاحتلال آنذاك.

ومن خلال مآثره وعبر تواصل الإخوة المقاومين في الضاحية مع نظرائهم في الغربيّة ازدادت المعرفة الشخصيّة بالحاج إبراهيم عقيل الذي بدا بوضوح أنّه صاحب التزام ثابت وموقف عنيد وجرأة مهابة...
كان يتطلع إلى دور مقاومٍ رادعِ للعدو الصهيوني عن المسّ بسيادة لبنان، وكان محرِّكاً لنبض الشارع العربي والإسلامي عموماً في المنطقة للنهوض بمهمّة استنهاض الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه وتقرير مصيره.

ولقد عزّ عليه أن يجهد عدد من المارقين لإشغال المقاومة وصرفها عن تطلعها الأساس إلى تحرير لبنان واستعادة سيادته وردع الكيان الصهيوني الغاصب عن تثبيت احتلاله لفلسطين، فتصدّى القائد الشهيد مع إخوانه لقُطّاع طريق المقاومة آنذاك، الذين هانت أنفسهم عليهم فأذلوها خدمةً لأعداء الدين والإنسانيّة من المستكبرين ومن يدور في فلك سياستهم... ولم تمضِ برهةٌ حتى استطاعت المقاومة أن تفكّ الطوق الذي كان يخطط المارقون لفرضه على المقاومة وطرق إمدادها بهدف إضعاف قدرتها على مواصلة هدفها ضدّ العدو الصهيوني.

إنّ وضوح الرؤية لدى قيادة المقاومة وفّر على الأمّة الكثير من الوقت والدوران والضياع ورسم لها طريق الخلاص والنصر والتطلّع نحو أفقٍ عزيز مشرق بالعزّ والشرف والإباء.
وكان المؤمن لهذا التطلع، هو الإيمان بالله عز وجل وبولاية خاتم النبيين والمرسلين محمد (ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

وهو الإيمان الذي وجد مجال ترجمته الرحب والواسع في التمسك بالإسلام المحمدي الأصيل الذي بدا تأثيره في عالمنا وعصرنا الحاضر مع انتصار الثورة الإسلاميّة المباركة في إيران بقيادة الإمام الخميني قدس سره، وبخلَفِه الإمام القائد الخامنئي دام ظله...
وعندما يتصدى الحق للباطل تبدأ شمس العدل والحق والحريّة بالإشراق والسطوع، تمهيداً لقيام دولة الانتصار للمظلومين والمستضعفين في العالم بقيادة الحجة المهدي المنتظر الإمام محمد بن الحسن العسكري عجل اللّٰه تعالى فرجه الشريف.

إبراهيم عقيل... سيحكي الكثيرون عن صولاته وجولاته وسيعلم المجاهدون من بعده أنّ الإخلاص في الإيمان والجهاد والسلوك هو سبب كل نجاح وانتصار وأنّ على المقاومين وأجيالهم المتوالية أن يتمسكوا بحبل الإخلاص لله عز وجلّ ولدينهم ولأخلاقيّة الأنبياء التي تتسع للتعامل مع كل البشر من أجل هدايتهم وقيادتهم نحو الفوز بالدنيا والآخرة.

لقد كتب اللّٰه لولدي الشهيد القائد عباس (سراج) أن يتولى مسؤوليّة جهاديّة في قوّة الرضوان، تعرّف خلالها إلى الكثير الكثير من شخصيّة الحاج عبد القادر وأفقها وطبعها وعرّفني إلى دقائق لا يكتشفها المرء إلا عبر الممارسة الميدانيّة اللصيقة... وستأتي الأيّام التي تعرض فيها تلك الدقائق بعد أن ينجز اللّٰه نصره على أيدي المجاهدين الأبطال من أبناء الولاية والتفاني لنصرة الدين والحق والعدالة...

إبراهيم عقيل... قد يوافقك الكثيرون على أدائك، وقد يختلف معك آخرون حتى من إخوانك أبناء مدرسة المقاومة الإسلاميّة، لكن كلا الفريقين يسجّلان أنّك كنت عنواناً وعلماً في مسيرتنا الجهاديّة في لبنان، فهنيئاً لك ما قدّمت ونعم عقبى الدار. طاب مثواك مع الذين سبقوا من الشهداء والقادة وحشرك اللّٰه مع النبيين والأوصياء ومع محمد وآل محمد (ص). ولأسرتك أجمل العزاء والتبريكات.

الأخبار
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING