هي مشهديةٌ عربية مطلوبة لا شك. مدى الإستباحة الإسرائيلية يعرّي كل المنطقة العربية من السقف الإستراتيجي، ومن هنا المستوى العالي للخطورة. وفي وقت ذكّرت قمة الدوحة بمبادئ السلام المطلوب، وكررت عبارات الإدانة التقليدية، تتجه الأنظار إلى حجم الخطوات العملية المقبلة، طالما أن يد العدوان الطويلة ستبقى مصلتة فوق المجتمعات والدول العربية.
انتهت القمة إلى تأكيد التضامن مع قطر، مع عبارات حادة إزاء العدوان الإسرائيلي، خاصة من جانب تركيا ومصر، وهما القوتان الأكثر تحسساً بالعين الإسرائيلية عليهما. فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكّد أن "ما نشهده من سلوك إسرائيلي منفلت من شأنه توسيع رقعة الصراع"، في حين لفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن الهجوم على الدوحة رفع من "العربدة الإسرائيلية" إلى مستوى غير مسبوق.
وقد أشار البيان الختامي للقمة إلى أهمية مواجهة المخططات الإسرائيلية، مشدداً على ما عكسه العدوان من استهداف لدور الوساطة التاريخي الذي تلعبه قطر، مؤكداً أنه يستهدف مساعي السلام في المنطقة.
القمة كانت فرصة للقاءات جانبية معبّرة. فالرئيس جوزاف عون اجتمع بأمير قطر وبالعاهل الأردني وكذلك بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لكن اللقاء الأهم كان مع الرئيس السوري أحمد الشرع. هذا وقد أكد الرئيس عون في كلمته ان العالم العربي جاهز للسلام على أساس المبادرة العربية.