HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

الديار: بين الهرمل والضنيّة: مجازر صامتة بحقّ آخر غابات لبنان

14
SEPTEMBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

الديار: حسين درويش-

عند اقصى حدود جبال الهرمل من حيث تعانق جبالها، على ارتفاع 1800 متر، من حيث تطل الجبال على بلدات فنيدق ومشمش غربا وسير الضنية من الجهة الغربية الشمالية لجبال الشربين من هناك يمكنك ان ترى بأم العين بحيرة حمص شمالا.

 

ترتكب الايدي الاثمة أبشع الجرائم بحق اشجار اللزاب المعمرة على قاعدة استثنائية، هم زرعوا ونحن نقطع من اجل الاسترزاق وبيع الحطب وقودا للمدافىء على ابواب فصل الشتاء.

 

في مثلت جبال الشربين المطلة على محافظتين سورية ولبنانية امتهنت حفنة من اللبنانيين لا يتجاوز عددهم اصابع اليدين ارتكاب الجرائم بحق الطبيعة واقتحام تضاريس الجبال ووعورة المسالك والطرقات الضيقة لقطع اشجار اللزاب وبيعها حطبا باسعار بخسة وزهيدة جدا، لا يتجاوز سعر الطن الواحد منها وبما يعادل حمولة بيك اب رباعي الدفع الـ 150 دولارا اميركيا.

 

في الشربين عند اقصى حدود الهرمل لا صوت يعلو على صوت مناشير تجار الحطب.

 

لم يتجاوب تجار الحطب مع نداءات الاهالي بالحفاظ على ما تبقى من اشجار اللزاب التي يتجاوز عمر بعضها الـ 2000 سنة، فكل شجرة تم قطعها تتسبب بخسارة الطبيعة بـ 50 طنا من الاوكسيجين، فكيف اذا كانت تمتص كميات كبيرة من الغازات السامة والضارة.

 

تجار الحطب امعنوا وما زالوا يمعنون بمناشيرهم المتنقلة باعداد كبيرة لا تعد ولا تحصى من احراج اللزاب والسنديان والبلوط والبطم التي تكسو وتضفي على هذه الجبال آيات من الجمال والروعة بما يزيدها جمالا على جمال.

 

تجار الحطب لا يفرقون بين ارض اميرية وعقارية مملوكة غايتهم الوحيدة هي الاسترزاق كيف ما كان غير مبالين بقوانين حماية الطبيعة او بقوانين حمية البيئة.

 

الكل في الشربين يسألون عن دور مأموري الاحراج المكلفين بحماية الثروة الحرجية وعن تعاونهم مع الاجهزة الامنية والادعاء البيئي من اجل التصدي لهؤلاء بوضع حد لما يجري من مخالفات بحق اشجار حرجية معمرة يبلغ قطر شعاع الواحدة ازيد من خمسة امتار، اما اشجار السنديان فحدث ولا حرج فقد اندثر القسم الكبير منها وهي في طور التجدد.

 

لجأ اصحاب الارض الذين اضاعوا حدود ملكياتهم التي كانت الاشجار المعمرة احد اهم معالمها للاعلام بعدما استنفدوا كل اساليب المطالبة والمناشدة من اجل حماية ثرواتهم الحرجية.

 

الشجرة التي تقطع تغيب بل رجعة عن جبالنا وتصبح جذورها عرضة للتسوس والتعفن ولا يمكن اعادتها عند قطع جذعها.

 

كيفما تجولت في سلسلة جبال لبنان الغربية تلاحظ الفرق بين قمة عبثت بها الايدي وقمة لا تزال تزهو اخضرارا ومناظر خلابة.

 

تترآى أمامك بين المسافة والمسافة الضيقة والأقرب وانت تجول بين الصخور والجبال الوعرة شجرة لزاب قطعت العام الماضي جفت بقايا جذوعها، تحاكي شجرة عبثت بها مناشير السوء وهي تلتحق بقافلة الحطابين من تجار الموت بشقيقات من اشجار قطعت جذوعها العام الماضي على مد العين والنظر.

 

الرحلة من بعلبك الى جبال الشربين على المقلب الغربي للسلسة الغربية استغرقت اكثر من ساعتين من الوقت للوصول الى مدخل الغابة.

 

على بعد مئات الامتار تجد كومة من الحطب قام التجار بتجميعها ونقلها من الوادي تمهيدا بهدف بيعها.

 

اما في باطن الجبال تشاهد العجائب هناك اشجار اندثرت ولم يبق منها، الا بقايا جذوع وجذور شواهد على ماجرى.

 

علي غازي ناصر الدين الذي اكد ان ما يجري من اعتداء على الطبيعة في جبال الشربين من قطع لاشجار اللزاب هو برسم وزارة الزراعة.

 

وقال كنا قد اجرينا عددا من الاتصالات مع القصر الجمهري وتحديدا مع العميد ميشال انطون ومع وزير الزراعة نزار هاني ومع وزيرة البيئة تمارا الزين، ولم نصل الى نتيجة تذكر على الارض يمكن ان تحمي هذه الاشجار، تلقينا وعدا من وزيرة البيئة تمارا الزين بأن تجري اتصالا بالمدعي البيئي في البقاع أياد البردان من اجل التصدي لتعديات العابثين بثروات لبنان الطبيعية وقطع اشجار اللزاب بهدف التجارة هم يقومون بقطع اشجار التي تتجاوز اعمارها الـ2000 سنة.

 

وطالب الدولة بان تقوم بواجبها بوقف الجرائم التي تحصل بحق الطبيعة وثرواتنا التي لا تعوض.

 

أما الناشط البيئي محمد ناصر الدين، فسأل كيف يستطيع هؤلاء التجار الذين يمعنون قطعا وتخريبا المرور على الحواجز الامنية التي من المفترض ان تحقق معهم وتصادر ما جنته ايديهم.

 

وتوجه الى وزارة الزراعة بتفعيل عمل مأموري الاحراج لحماية هذه الاشجار المعمرة ووقف المجازر بحق الطبيعة.

 

الديار
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING