ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أنّ “الجيش الإسرائيلي يعتقد أن حزب الله ما زال يحتفظ بعشرات الصواريخ الدقيقة وآلاف الصواريخ التقليدية وكمية كبيرة من الطائرات المسيّرة، وبعضها من صنع ذاتي، رغم أن خطّ التزويد بالأسلحة انقطع مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وهذه الأسلحة كافية لتهديد أمن إسرائيل”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري كبير قوله إنّ “الحزب يسعى بكل قوّته لإعادة بناء قوّته العسكرية، خصوصاً في الجنوب والبقاع، والجيش الإسرائيلي يلاحقه ويسعى لمنع نشاطاته عبر عمليات القصف والاغتيالات الدقيقة”.
وتابع: “الجيش اللبناني يحاول، ولكن محاولاته منقوصة؛ أولاً لأن الحزب مصمّم على استعادة قوّته، ومثابر على ذلك. وثانياً لأن السلطة اللبنانية تسير بحذر وخوف. وثالثاً لأن الجيش لم يتخلّص بعد من عناصر نفوذ لحزب الله في صفوفه”.
“ضبابية”
وتعليقاً على قرار الحكومة اللبنانية الأخير بشأن خطّة الجيش، لفتت جهات سياسية إسرائيلية إلى أن القرارات “ضبابيةً وسريةً ولا تتضمن جدولاً زمنياً”، معتبرة أن “حزب الله فرِح بهذه القرارات لأنها تنطوي على حلول وسط مع مطالبه”.
ورأت هذه الجهات الإسرائيلية أن “الحكومة اللبنانية تجنّبت الصدام مع الحزب وتهرّبت عملياً من إيجاد حلّ جذري يتلاءَم مع احتياجات الاستقرار في المنطقة”.
دعم أميركي
وفق مصدر آخر للصحيفة الإسرائيلية، فإن “إسرائيل تطالب الإدارة الأميركية بأن تدعم خططها لتحطيم حزب الله عسكرياً”.
وكشف المصدر عن أن “واشنطن تطالب إسرائيل بتخفيف عملياتها العسكرية، التي تضعف الحكومة اللبنانية ومساعيها لإعادة البناء. لكن إسرائيل ترد بالقول إنّه لا يمكن تقوية السلطة اللبنانية وجيشها من دون إضعاف حزب الله”.
“لم يُهزم بعد”
في السياق، رأت الباحثة الرفيعة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب البروفسورة أورنا مزراحي أن “ضعف حزب الله الحالي يُولّد فرصاً لإسرائيل. ومع ذلك، فإن الإنجازات العسكرية، حتى الآن، لم تؤدِّ إلى واقع أمني مستقر، ولا يوجد ضمان بأن يجري الحفاظ عليها على المدى البعيد”.
واعتبرت أن “حزب الله لم يُهزَم بعد، وما زال يُشكّل تهديداً لإسرائيل، في ضوء تمسّكه بآيديولوجية المقاومة وبقدرات عسكرية، حتى لو كانت أكثر محدودية، واستثماره جهوداً واسعة، بدعم مستمر من إيران، في إعادة بناء منظوماته ومكانته في لبنان”.
وختمت بالقول: “بالتوازي، لا تزال الدولة اللبنانية ضعيفة وتجد صعوبة في الإفلات من قبضة التنظيم، التي تهدّد سيادتها واستقرارها. ومع ذلك، يمكن للتطوّرات في الساحة اللبنانية أن تسمح بدفع المصالح الأمنية والسياسية لإسرائيل مقابل لبنان، من خلال صياغة استراتيجية تأخذ في الحسبان ضعف التنظيم الحالي من جهة، والقيود التي تؤثّر على القيادة اللبنانية من جهّة أخرى”.