HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

البطريرك الراعي: اللبنانيّون بحاجة إلى الجلوس عند “قدميّ الحقّ”

7
SEPTEMBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

قال البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة القداس الذي ترأسه في الديمان: القدّاس يذكّرنا أنّ حياتنا الأساسيّة ليست بكثرة انشغالاتنا، بل بالعيش في حضرة الله. ولذلك نضع جانبًا إهتماماتنا الدنيويّة وهمومنا اليوميّة، لننفتح على كلمة الربّ ونتّحد به في جسده ودمه. هنا نتعلّم أنّ الإصغاء لله هو أساس كلّ خدمة وعمل. الذبيحة الإلهيّة تعيد ترتيب أولويّاتنا: الله أوّلًا، منه ننطلق، وإليه نعود.

وأضاف: إنّ كلمة الله هي روح الحياة المسيحيّة وأساسها. فهي تعطي معنى للحضور المسيحيّ في الشرق الأوسط، وتنعشه، فلا يكون حضورنا مجرّد انتماء اجتماعيّ أو إنجازات اقتصاديّة، بل ثقافة حياة وحضارة محبّة. والكلمة تذكّرنا بضرورة التزامنا في العالم، والعمل من أجل العدالة والمصالحة والسلام، ومن أجل المساهمة في جعل المجتمع أكثر إنسانيّة.

وتابع البطريرك الراعي في عظته: إنّ سماع كلام الله في الإنجيل، والعمل بموجبه، واجب حياتي لكلّ إنسان، وبخاصّة لكلّ مسؤول سياسيّ وإداريّ في الشأن العام. إنّ المسؤولين المدنيّين مدعوّون للعودة إلى “واحد” أساس، هو الإلتزام والعمل في سبيل:
– دولة تُبنى على الحقّ والعدالة.
– ومواطن يحفظ أرضه وهويّته.
– ومسؤول يضع الخير العام قبل المصالح الخاصّة.
– وبناء وحدة وطنيّة داخليّة تعلو فوق الإنقسامات، والصراع على النفوذ.

وقال: اللبنانيّون بحاجة إلى الجلوس عند “قدميّ الحقّ”، والإصغاء إلى رسالتهم التاريخيّة. هذه الرسالة موجّهة اليوم إلى الجميع:
– إلى المسؤولين السياسيّين: أن يضعوا مصلحة الوطن والشعب كلّه فوق كلّ اعتبار.
– إلى الإقتصاديّين وأصحاب القرار: أن يعيدوا بناء الثقة بالإقتصاد الوطنيّ.
– إلى المواطنين: أن يصمدوا في أرضهم، أساس هويّتهم وتاريخهم.
– إلى المربّين والروحيّين: أن يزرعوا الرجاء في القلوب والقيم في الرؤوس.
– إلى الشباب: أن لا يسمحوا لليأس أن يقتلع أحلامهم، وان يقطع جذورهم.

وأضاف: من إنجيل اليوم ننتقل إلى واقع وطننا لبنان. بين مرتا ومريم نجد صورة لوطن يعيش صراعًا بين كثرة الهموم والإضطرابات من جهة، والحاجة إلى ثبات على الأساسيّات من جهة أخرى. لبنان اليوم يشبه بيت عنيا: “بيتًا مفتوحًا لله، ولكن مثقلًا بالإنشغالات اليوميّة، منغمسًا في الأزمات الإقتصاديّة والإجتماعيّة والسياسيّة.
وطننا بحاجة إلى “مريم” تجلس عند قدميّ الله لتسمع صوته، وإلى “مرتا” تخدم بصدق وإخلاص، أي إلى قيادة روحيّة تذكّر بالأساسيّات، وإلى مسؤولين يعملون بضمير حيّ. لكنّ العمل بدون إصغاء لكلام الله يتحوّل إلى اضطراب، والإصغاء بدون عمل يتحوّل إلى تقاعس. نحن بحاجة إلى الإثنين معًا.
لن يقوم لبنان بالإنشغال بالصغائر، بل بالعودة إلى الجوهر، أعني: العيش المشترك، والكرامة الإنسانيّة، والحريّة، والمساواة تحت سقف القانون. هذا هو “النصيب الأفضل” الذي لا يجوز أن يُنتزع منّا، والذي إذا فقدناه لن ينفعنا أي شيء آخر.

وختم قائلا: فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل وطننا لبنان لكي يلهم الله أبناءه، قادةً وشعبًا أن يحسنوا التوازن بين الإصغاء لكلام الله والعمل بموجبه، وبين التأمّل والخدمة. ولنصلِّ من أجل أن يتحوّل قلقنا واضطرابنا إلى ثقة ورجاء فنكتشف من جديد أنّ “الحاجة إلى واحد”، هو الله الذي وحده يعيد إلينا سلامنا المفقود.

MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING