صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي البيان التالي:
كنا قد اتخذنا قراراً بعدم الدخول في محاججات أو ردود وردود مضادة مع سماحة الشيخ موفق طريف، إلا أن كلامه في مقابلته الأخيرة على محطة euro news، والذي اتهم فيه بالصوت والصورة وليد جنبلاط بأنه “أخطأ بحق أبناء الطائفة الدرزية… ووقف مكتوف اليدين… وأدان ابناء الطائفة…”، يقتضي منّا إيضاح التالي:
أولاً: إننا إذ نبادل الشيخ موفق طريف مشاعر الإحترام التي عبّر عنها في مقابلته، فلا نظن أن قوله هذا يعبّر عن حقيقة معرفته بحجم الدور التاريخيّ والحالي الذي لعبه وليد جنبلاط لأجل حماية بني معروف وكرامتهم من ضمن انتمائهم العربي والإسلامي إن كان في لبنان أو في سوريا.
ثانياً: خلافاً لما قاله الشيخ طريف، فقد أدان وليد جنبلاط المجازر المروعة التي ارتُكبت بحق أبناء السويداء، وطالب بتحقيق دولي وإنزال أقصى العقوبات بالمرتكبين، داعياً الحكومة السورية إلى انزال القصاص بحق المسؤولين العسكريين والأمنيين المسؤولين عن الفظائع، وضغط من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، وعمل ولا يزال من أجل تخفيف الحصار عن أهل السويداء، وقام بواجباته بإرسال المساعدات، وساهم في فتح طريق دمشق السويداء.. وساهم من خلال اتصالاته، ولا يزال، في إطلاق سراح بعض المختطفين والمختطفات، ويعمل من أجل استكمال عودة الجميع إن شاء الله.
ثالثاً: من باب إنعاش الذاكرة لدى البعض وليس من باب تمنين أهلنا في سوريا، أليس وليد جنبلاط من ساهم في التوصل إلى حل لأحداث أشرفية صحنايا المأساوية، ولا يزال الاتفاق صامداً حتى اليوم؟
أليس وليد جنبلاط من ساهم في صياغة اتفاق لحماية مدينة جرمانا، ونجح الاتفاق؟
وقبل ذلك، أليس وليد جنبلاط من نجح من خلال علاقاته مع دول إقليمية مؤثرة منذ سنوات في حماية أهلنا في قرى وبلدات جبل السماق وريف إدلب، والحماية لم تزل صامدة حتى يومنا هذا؟
أليس وليد جنبلاط هو من أطلق سراح العائلات المختطفة من اهلنا في إدلب عام ٢٠١٤ وكان بينهم نساء وأطفال؟
أليس وليد جنبلاط هو من ساهم بإطلاق سراح المختطفات بعد هجوم داعش الإرهابي على المقرن الشرقي للسويداء عام ٢٠١٨ من خلال علاقته الوطيدة مع دولة روسيا؟
أليس وليد جنبلاط من عمل في الكثير من المواقف والمحطات التي يعرفها القاصي والداني من أجل حماية الدروز وتثبيتهم في أرضهم، وأن يكونوا في الجانب الصحيح من التاريخ، وكان ولا يزال حريصاً على عدم رمي الدروز في أحضان الموت والقتل وتجنيبهم الويلات؟
أليس وليد جنبلاط من دعم الحراك المعارض في السويداء لنظام بشار الأسد، وقام بكل الاتصالات لحماية رموزه من ردود أفعال النظام السابق؟
أليست خيارات وليد جنبلاط هي التي حمت حوالي ٤٠٪ من الدروز السوريين الذين يعيشون خارج السويداء؟
رابعاً: إننا نقدر ظروف الشيخ موفق طريف وأوضاع الدروز في فلسطين المحتلة، ولا نتعرض له أو نحاججه في موقعه الديني أو خياراته التي يعتمدها في الداخل الفلسطيني المحتل، لكننا يحق لنا أن نسأله: ألا تعرّض خياراتكم التي تدعون دروز سوريا ولبنان وكل المنطقة اليها، ألا تعرضهم إلى مخاطر وجودية وإحراجات في علاقتهم مع محيطهم العربي والإسلامي الذي هو حقيقة انتمائهم التاريخيّ؟ فبعيداً عن الأحداث الأخيرة المدانة في السويداء، ما هي الخيارات الاستراتيجية التي تدعون الدروز اليها في المنطقة وما هو ضررها وخطرها عليهم؟
ألم تساهم الزيارات الدينية التي نظمتموها لبعض مشايخ الدروز السوريين إلى دولة إسرائيل في تسميم علاقة دروز سوريا بأبناء وطنهم؟
لماذا لم تتدخل المسيّرات الإسرائيلية – بحال كان كلامكم صحيحاً عن الحماية الإسرائيلية – إلا بعد أن وقعت المجازر واستقر الدمار والخراب؟ ولماذا لم تتدخل في الهجوم على أشرفية صحنايا؟
وهل تحمي إسرائيل الدروز في الجولان المحتل بمشاريع الاستيطان وقضم الأراضي وإلغاء هويتهم؟
والأهم أين إرث المرحوم الشيخ أمين طريف الذي رفض التعرض لعروبة الدروز حتى يوم اعترفت إسرائيل بهم كقوميّة مستقلة؟
خامساً: ما هو مستقبل الخيارات التي تطرحونها اليوم على دروز سوريا بالركون إلى الحماية الاسرائيلية؟ هل يستطيع جبل العرب أن يعيش على المساعدات مستقبلاً؟ هل يستطيع دروز جبل العرب أن يعيشوا في قطيعة دائمة مع دمشق ومع درعا ومع الأردن ومع كل محيطهم العربي والإسلامي؟
هل يستطيع أبناء جبل العرب أن يعيشوا دون دورة اقتصادية مع محيطهم ودون موارد ودون اتصال جغرافي مع أي محيط خاصة بعد سقوط فكرة طريق الإمداد من دولة الاحتلال الاسرائيلي؟ هل يمتلك جبل العرب موارد كافية لكيان منفصل ومستقل؟ وأين سيتعلم ١٢ ألف طالب جامعي درزي في العام الدراسي القادم؟
ألم يتصالح دروز فلسطين مع البدو من أؤناء بلدهم بعد خلافات كبيرة وتاريخية؟ فلماذا لا يتصالحون مع محيطهم وأبناء وطنهم في سوريا؟
أخيراً، وليد جنبلاط عمل ويعمل لأجل كرامة ووجود وهوية دروز سوريا ولبنان وكل المنطقة، وله في سيرته ما لا ينكره عاقل ولا يتجاوزه منصف.
وليد جنبلاط يعمل بصمت بعيدًا عن الضجيج الإعلامي، وسوف يواصل ذلك مهما اشتدت التحديات وفق خريطة الطريق التي سبق واقترحها والتي يُجري اتصالاته لأجلها مع كل الأطراف المعنية والتي تقوم على التالي:
• إجراء تحقيق دولي شفاف يفضي إلى أقسى العقوبات بحق المرتكبين.
• إغاثة المحافظة عبر استمرار إدخال المساعدات وحماية طريق دمشق السويداء لضمان ذلك.
• الإطلاق الفوري لسراح جميع المختطفين والمختطفات.
• التعويض على المتضررين.
• العودة إلى الحوار السياسي ومصالحة الدروز مع محيطهم بما يضمن عدم تكرار الأحداث الأليمة ويطمئن هواجس الجميع في دولة واحدة وعادلة.