خاص tayyar.org -
تأتي زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت في ظرف لبناني وإقليمي بالغ التعقيد، حيث تتقاطع أزمة الداخل مع تحولات أوسع في معادلات القوة بالمنطقة.
تعتبر مصادر ديبلوماسية أن القرار الحكومي بتكليف الجيش إعداد خطة لسحب سلاح حزب الله يشكل لحظة فاصلة، لأنه يطال جوهر النفوذ الإيراني في لبنان، ويضع طهران أمام معادلة جديدة: إما الدفاع عن موقعها التقليدي أو التكيف مع ميزان قوى متبدّل.
وتلفت إلى أن زيارة لاريجاني إلى بيروت، وقبلها إلى بغداد، ترمي إلى محاولة إظهار إيران كضامن للحليف ومحور لا غنى عنه في صوغ التوازنات، لكنها في الوقت نفسه تذكير بأن المساعدات أو الغطاء السياسي الإيراني مشروطان بالحفاظ على سلاح حزب الله في لبنان كأداة ردع وتأثير تتجاوز الحدود اللبنانية، وحفظ موقع الحشد الشعبي في العراق للغرض نفسه.
وإذ ترى المصادر أن الدولة اللبنانية تحاول تكريس خطاب السيادة وحصرية السلاح بيدها، في خطوة تحمل أبعاداً داخلية ورسائل للخارج، تعتبر أن أنه في السياق الإقليمي ثمة إعادة تموضع إيرانية في ظل الضغوط الاقتصادية والعقوبات، والتحديات في الملف النووي، مع سعي طهران إلى الحفاظ على الهلال الاستراتيجي من العراق إلى لبنان.
وتخلص إلى أن لبنان مساحة اختبار مزدوجة: لمدى قدرته على فرض قواعده، ولمدى قدرة إيران على إدارة نفوذها تحت ضغط التحولات، في مشهد إقليمي يعاد رسمه بخطوط متحركة.