زار رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، حيث جرى بحث الملفات السياسية والتطورات الإقليمية المتصلة بلبنان. وتأتي الزيارة في سياق استمرار قنوات التواصل بين "حزب الله" ورئاسة الجمهورية، لا سيما في ظل الأجواء السياسية المتوترة والعدوان الإسرائيلي المستمر.
وقد تناول البحث جلسة مجلس الوزراء المرتقبة يوم الثلاثاء، حيث نوقشت مآلات الأمور وإمكانية تطبيق التوجهات الحكومية، التي يعتبرها البعض مدفوعة من أطراف داخلية وخارجية، وفق مصادر متابعة.
ورغم أن اللقاء بقي بعيدا عن الإعلام ولم تكشف تفاصيله، أشارت مصادر قريبة من "الثنائي الشيعي" إلى أن موقف وزراء الحزب وحركة أمل من المشاركة في الجلسة ما زال خاضعا للاتصالات السياسية الجارية، والتي يعول عليها للوصول إلى مخرج يراعي التوازن الداخلي ولا يستفز الخارج.
وتعتبر المصادر أن طرح ورقة المبعوث الأميركي توم براك على طاولة مجلس الوزراء أمر غير منطقي، خصوصا أن إسرائيل ترفضها أساسا، فيما أبلغت الإدارة الأميركية الجهات المعنية في لبنان أن لا ضمانات أميركية تقدم في هذا السياق. وترى المصادر أن إقرار جدول زمني لتنفيذ الورقة سيعد خطوة خطيرة، مما يفسر الزخم في الاتصالات السياسية الهادفة إلى منع صدور أي قرار بهذا الاتجاه.
كما كشفت المصادر عن دور سعودي بارز في الدفع نحو عقد جلسة مجلس الوزراء، حيث نشطت اتصالات سعودية قام بها السفير وليد البخاري في هذا الإطار خلال الأيام الماضية، ما لقي استجابة من رئيس الحكومة. وتشير إلى أن إدراج بند السلاح في جدول أعمال الجلسة قد يكون محاولة لسحب هذا الملف من يد رئيس الجمهورية، في خطوة تعد بمثابة رفض غير مباشر لطريقته في التعاطي معه.
وفي انتظار أن يعلن "حزب الله" موقفه النهائي من المشاركة في الجلسة التي قد يقاطعها أو ينسحب منها عند مناقشة بند السلاح في الايام المقبلة على ضوء ما ستخلص إليه الاتصالات واللقاءات، تؤكد المصادر أن الأزمة معقدة، وأن الرهان يبقى على حكمة العقلاء لتفادي أي تصعيد داخلي في ظل الأوضاع الدقيقة التي يمر بها لبنان.