HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

حين يصبح التهويل سياسةً بديلة عن المسؤولية: انسحاب "قواتي"... أم ادّعاء انسحاب؟ رندا شمعون

28
JULY
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

في زمنٍ تتساقط فيه أوراق التوت عن كثير من الخطابات والشعارات، تعود "القوات اللبنانية" إلى الواجهة، مجددًا، عبر بوابة التهويل بالاستقالة من الحكومة. لكن التجربة مع هذا النوع من المناورات تُظهر أن التلويح لا يُنتج موقفًا، والضجيج لا يصنع سياسة.

التهديد بالخروج من الحكومة بات تقليدًا سياسيًا متكررًا لدى "القوات"، يُستخدم كلما اشتد الخناق، أو تراجعت الحسابات الانتخابية، أو ارتبك التموضع بين موقع الحكم والمعارضة. هذا التلويح لا ينبع من قرار سيادي مبني على موقف وطني واضح، بل غالبًا ما يكون ردّ فعل على مسار لا يناسب الرؤية القواتية أو لا يُرضي جمهورها.

ما يحصل اليوم ليس جديدًا. القوات، التي دخلت الحكومة باسم "الرابحين"، تجد نفسها عاجزة عن تقديم أي إنجاز حقيقي من داخلها. وهي إذ تستشعر تراجعًا في قدرتها على التأثير أو ربما أزمة في تموضعها، تلجأ إلى سياسة الهروب إلى الأمام، مستبدلة الفعل السياسي بموقف إعلامي عابر. موقف يبدو كمن يلوّح بالعصا دون أن يضرب بها. هو تصعيد موضعي لرفع الصوت لا لخلط الأوراق. فجعجع يدرك جيدًا حدود المناورة، ويسعى إلى التعبير عن اعتراضه دون أن يُغضب الرياض أو يزعج واشنطن. وهذا ما يكشف التناقض الفاضح بين الخطاب التصعيدي الذي يُوجَّه إلى الداخل، وبين الواقع السياسي الذي يفرض الانضباط والتروي خارجه.

لكنّ الرأي العام لم يعُد يُخدع بهذه الأساليب. فالجمهور بات يميّز جيدًا بين من يتخذ الموقف انطلاقًا من قراءة وطنية ومسؤولية سياسية، وبين من يحاول استخدام الاستقالة كمناورة لشدّ العصب أو لإعادة التموضع عشية أي استحقاق.

إلى ذلك، تُظهر الوقائع أن الحكومة الحالية، برئاسة نواف سلام، ورغم ما رُفع من وعود كبيرة في خطابات القسم، لم تحقق الكثير حتى الآن. فلا الإصلاحات انطلقت، ولا خطة الكهرباء نُفّذت، ولا معالجة فعلية للانهيار النقدي تبلورت. ولعلّ العجز الأكبر يتجلّى في عدم قدرة الحكومة أو الرئاسة على ترجمة هذه العناوين إلى خطوات ملموسة، بفعل الانقسامات العميقة والعوائق البنيوية.

من هنا، تصبح أي استقالة – سواء حصلت أم بقيت مجرد تهديد – بلا قيمة فعلية، طالما أن الفريق المستقيل لم يكن عنصر تفعيل أو دفع نحو الحلول في الأصل. والخروج لا يكون موقفًا شجاعًا إن أتى من باب العجز أو الضيق السياسي، بل حين يكون تعبيرًا عن رفضٍ جوهري لمسارٍ لا يخدم المصلحة العامة.

في النهاية، تتكرّر المسرحية، لكن الجمهور تغيّر. الشعب اللبناني، المُنهك من الوعود والمناورات، لم يعُد ينظر إلى التهويل كحالة جدّية، بل كأداة مستهلكة في مشهد سياسي متهاوي. فمن يريد أن يواجه، فليواجه من الداخل. ومن لا يريد، فليكفّ عن إيهام الناس بأنه يقاوم... وهو يهرب.

رندا شمعون

MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING