بعض ما جاء في مانشيت الجمهورية:
الحدث الداخلي تجلّى بالأمس، في الجلسة العامّة لمناقشة الحكومة في سياستها وأدائها منذ تشكيلها، الّا أنّ وقائعها أكّدت بما لا يقبل أدنى شك، انّها لم تخالف التوقعات؛ نقاشات حكي بحكي، وكل طرف بدا ثابتاً على موقفه ومفرداته وشعاراته، فيما الحكومة تعرّضت لما يمكن وصفها بـ«النكوزات» من كتل نيابية مختلفة معارضة وغير معارضة، حول التعيينات وإجراءاتها الاقتصادية والمالية، وايضاً حول ما اعتبره بعض النواب إخلالاً بما وعدت به في بيانها الوزاري، وتصدّرت في هذا المجال، ما بدت أنّها «نكوزات من أهل البيت في الحكومة»، تولّتها كتل نيابية لها تمثيل وازن فيها، اتخذت من ملف السلاح وحصريته بيد الدولة وحدها ذخيرة لهجومها، ودعوتها للحكومة لحسم هذا الملف بصورة عاجلة.
في تقييم الجلسة، انّها في الشكل كانت مضبوطة إلى حدّ بعيد، وأمّا في المضمون فخطباء من كل الكتل والاتجاهات، ومداخلات جاءت انعكاساً واضحاً للمشهد العام، وتكرارًا لذات المواقف المعروفة والمعبّر عنها في الشارع وعلى المنابر والشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث انّها ظهّرت الانقسامات والاصطفافات على ما هي، ونقاط الاختلاف على ما هي، والملفات الخلافية والاشتباكية على ما هي، ما يعني في الخلاصة انّها لم تحمل جديداً، او أي افكار جدّية تحاكي الظرف الراهن الذي يمرّ فيه لبنان وما يلوح في أفقه من مصاعب ومخاطر وجودية، وضرورة نزول المكونات الداخلية عن أشجار الشعبوية والكيد السياسي، والتقائها في مساحة مشتركة على مسؤولية تحصين البلد من العواصف التي تتهدّده من كلّ جانب.