حذر وزير الزراعة نزار هاني خلال جلسة مجلس الوزراء، من "أزمة تصريف خطيرة تطال المحاصيل الزراعية، نتيجة ضيق الأسواق وصعوبة النفاذ إلى أسواق التصدير، وفي مقدمتها الأسواق الخليجية، في خطوة تعكس حجم التحديات المتراكمة التي تهدد استمرارية القطاع الزراعي في لبنان".
وأكد هاني أن "ضيق الأسواق أمام الإنتاج الزراعي اللبناني يشكّل خطرًا داهمًا على مستقبل القطاع، إذ إن كلفة التصدير عبر البحر مرتفعة، وزمن الشحن طويل، ما يضعف القدرة التنافسية للمنتجات الطازجة. من هنا، فإن فتح الطريق البري عبر المملكة العربية السعودية باتجاه دول مجلس التعاون الخليجي لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية عاجلة، كونه يشكّل الشريان الحيوي والأسلم للتصدير، خاصة خلال المواسم الزراعية الحساسة".
وأضاف "لاقت هذه المداخلة دعمًا مباشرًا من وزير الصناعة، الذي أبدى قلقه من العقبات ذاتها التي تواجه الصناعات الغذائية وسائر الصناعات الوطنية، مشيرًا إلى أن ضيق الأسواق لا يقتصر على الزراعة بل يشمل مجمل الإنتاج اللبناني".
وقال "تجاوبًا مع هذه المواقف، شدّد مجلس الوزراء على إعطاء هذا الملف أولوية قصوى، مؤكدًا التزامه الكامل بمتابعة هذا الموضوع مع الجهات المعنية في الداخل والخارج، والشروع باتخاذ إجراءات تنفيذية وتشريعية عاجلة لفتح الأسواق، وتوسيع دائرة التصدير، وتعزيز موقع المنتجات اللبنانية في الأسواق الإقليمية والدولية".
وأردف "في ظل الأزمات المتتالية التي تعصف بالقطاع الزراعي، تبرز الحاجة الملحة إلى تفعيل وتطبيق الاستراتيجية الوطنية للزراعة، والتي تستند إلى دعم الإنتاج، وتعزيز القدرة التنافسية، وتأمين قنوات تصريف مستدامة في الداخل والخارج. غير أن نجاح هذه الاستراتيجية يتطلب إرادة سياسية واضحة، ومواكبة فعلية من الحكومة للجهود التي تقودها وزارة الزراعة، خصوصًا في ما يتعلق بفتح الأسواق الخارجية، وعلى رأسها إعادة تفعيل الطريق البري نحو الخليج، لما له من أثر مباشر في تحفيز الصادرات، وتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة تعود بالنفع على آلاف المزارعين والمنتجين اللبنانيين".