حسان الحسن - الثبات -
ليس من باب المصادفة أن يعود ملفّ السجناء السوريين في لبنان إلى الواجهة مجدداً، مباشرةً بعد انتهاء جولة الموفد الأميركي إلى سورية؛ توم برّاك، في بيروت ودمشق، وذلك إثر تسريب معلوماتٍ تتحدّث عن "استياء الإدارة السورية حيال مماطلة لبنان في تسليمهم إلى بلادهم، والتلويح بإجراءات سياسية واقتصادية ضدّ لبنان".
هذه المعلومات أدّت بدورها أيضًا إلى حالة استياء لدى الأوساط الشعبية والسياسية اللبنانية، قبل أن يسارع الجانب السوري إلى نفيها. ورغم هذا النفي، تعتبر مصادر في المعارضة السورية للنظامين السابق والراهن ألا "دخان بلا نار"، على حد تعبيرها. وترى أن هذه التسريبات تأتي ضمن الجو التصعيدي العام الذي تفرضه واشنطن في المنطقة، تحديدًا على لبنان، عبر البوابتين السورية و"الإسرائيلية"، في محاولةٍ لدفع حزب الله إلى تسليم سلاحه". وتختم المصادر بالقول: "لا ريب أن التسريبات المذكورة آنفًا، تأتي في إطار الأجواء التمهيدية لعملية تصفية الملفات التي تنفذها سلطة أبي محمد الجولاني الراهنة، ضد لبنان وحزب الله"، على حد تعبير المصادر. وتعقيبًا على صدور التسريبات المذكورة، يؤكد مرجع سياسي سوري مخضرم، أن "من الناحية المبدئية، تحل قضية السجناء السوريين في لبنان، وفقًا للقانون، وحسب الاتفاقيات بين البلدين، خصوصًا أنهما متداخلان جغرافياً وبشريًا وسياسيًا، غير أن هذه الإزعاجات أي (التسريبات)، تأتي في سياق الضغط الأميركي - الغربي - العربي - الصهيوني على المقاومة اللبنانية، في إطار المحاولات الرامية إلى دفعها لتسليم سلاحها، ليس إلا". ويرجّح المرجع أن "يكون برّاك حمل معه خلال زيارته للبنان وسورية، تهديداتٍ مبطّنةٍ، خصوصاً للبنان، من أجل إنهاء الصراع مع العدو "الإسرائيلي"، وقبل ذلك نزع سلاح حزب الله". ويختم المرجع بطرح هذا السؤال: "لماذا علت أصوات كل هذه الضجة، إثر زيارة برّاك لبيروت ودمشق"؟ على حد تعبير الأول.
وفي السياق عينه، يشاطر مرجع حزبي وسياسي لبناني الرأيين الورادين آنفًا، غير أنه يؤكد أن "المقاومة في لبنان، على استعداد للتعامل مع أي سيناريو آتٍ من خلف الحدود، سواءً في الجنوب، أو في الشمال والشرق، خصوصًا بعد انتشار المسلحين الإرهابيين الأجانب، في المناطق الحدودية الواقعة بين لبنان وسورية".
هنا، وفي سياق متصلٍ، تشير مصادر سورية إلى أن "نشر هؤلاء المسلحين في المناطق الحدودية، تحديدًا مع لبنان والعراق، على اعتبار أن لهم خصوصية وطريقة عيش مختلفة عن الشعب السوري، لذا تم إبعادهم إلى هذه المناطق، لمنع أي احتكاك مع أهل البلد". وتعقيبًا على هذا الكلام، يسأل المرجع اللبناني عينه: "لماذا لم تنشر سلطة دمشق الراهنة، المسلحين الأجانب على الحدود مع تركيا وفلسطين المحتلة"؟ ويختم بالقول: "لا يسقط لبنان بكم موتوسيكل وبيك أب".