تخوض القوى السياسية والاعلامية المحسوبة على واشنطن حربا نفسية ضاغطة على الدولة اللبنانية من خلال تسريبات منقولة عن مصادر اميركية ترفع سقف التهويل وتتبنى سردية نفاد الوقت قريبا، واضعة المسؤولين اللبنانيين امام خيارات صعبة آجلا لا عاجلا، باعتبار ان المبعوث الاميركي توم باراك سيحمل معه خلال زيارته المقبلة مطلبا واضحا بتبني الحكومة آلية تنفيذية لملف سحب السلاح خلال 3 اشهر، واذا لم يتم ذلك ستتولى «اسرائيل» المهمة.
كما أوضحت المصادر نفسها لصحيفة “الديار”، أن مسار الإصلاحات الأساسية لا يزال معطلا، وهو ما يدفع واشنطن إلى التفكير في خطوات تصعيدية تدريجية، تشمل فرض عقوبات على شخصيات سياسية بارزة، وتجميد المساعدات المرتبطة بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إلى جانب إعادة تقييم دور قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان.
في المقابل تقر مصادر رسمية بصعوبة المرحلة، لكنها تعتقد ان الهامش المتاح لمناقشة الهواجس اللبنانية المحقة لا يزال متاحا في واشنطن غير المستعجلة على حسم الملف اللبناني في ظل تقدم الملفين السوري والفلسطيني، وكذلك الملف الايراني. لذلك فان «الهلع» لا يفيد في هذه المرحلة لان جزءًا منه حملة تهويل لاضعاف الموقف اللبناني، لكن لا يمكن في الوقت نفسه القول ان الوضع مريح ويجب الاستعداد لكل السيناريوهات لان الاميركيين يرفضون تقديم اي ضمانات حيال الاعتداءات الاسرائيلية، كما يرفضون تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف النار على الرغم من اقرارهم بعدم فعاليتها، وصولا الى نعيها من قبل براك.