في مقابلة سياسية شاملة مع الإعلامي ميشال دمعة عبر منصة "KPN Lebanon"، شدد الناشط السياسي والاجتماعي الدكتور جورج حرب على أهمية فتح المجال أمام الجيل الشاب في المرحلة المقبلة، معتبرًا أن البلاد بحاجة إلى "طريقة تفكير جديدة" تُعيد الأمل إلى اللبنانيين.
وأكد حرب انتماءه إلى "مدرسة الصدق والمصارحة"، منتقدًا بشدة من وصفهم بالسياسيين الذين يمارسون الكذب كمنهج، ما ساهم برأيه في تدمير الثقة بين المواطن والدولة. وأشار إلى أن الصادقين في لبنان غالبًا ما يُدفعون ثمن مواقفهم، في ظل تغييب الحقيقة عن الإعلام وطمس الوقائع.
وعن تقييمه الأولي للحكومة الجديدة، قال حرب إن التوقعات كانت مرتفعة في بداية العهد، لكن بعد مرور أكثر من مئة يوم لم يُلحظ أي تغيير جوهري. وعبّر عن خيبة الأمل من تراجع الوعود المتعلقة بملفات الإنماء والاقتصاد والسياحة، مؤكدًا أن "اللبنانيين بدأوا يخسرون الأمل".
وفي حديثه عن ملف السلاح، دعا حرب إلى وضع استراتيجية دفاعية واضحة تُنهي وجود أي سلاح خارج إطار الدولة، وبشكل خاص سلاح "حزب الله"، مشددًا أن القوة وحدها لن تنزع هذا السلاح، والحل الوحيد يكمن في "الحوار الصادق المبني على ضمانات حقيقية". كما طالب بسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية وكل من يمتلكه على الأراضي اللبنانية.
واعتبر حرب أن استمرار وجود اللاجئين السوريين يشكل "قنبلة موقوتة"، محذرًا من خطر التوطين ضمن مشروع دولي لتغيير التوازن الديموغرافي في لبنان. وأشار إلى مسؤولية بعض القوى السياسية، وتحديدًا "القوات اللبنانية"، في عرقلة عودة اللاجئين، داعيًا إلى اتخاذ موقف حازم من هذا الملف ومحاسبة من يتواطأ على بقاء النزوح.
رفض حرب الطروحات القاضية بإلغاء ستة نواب المغتربين، مؤكدًا أن هذا التمثيل ضروري لإعادة ربط الاغتراب بلبنان وتحفيزه على دعم الوطن سياسيًا ودبلوماسيًا. وانتقد ما وصفه "بحسابات الربح السريع" التي تحكم تفكير بعض القوى، مقابل غياب النظرة الاستراتيجية لمستقبل لبنان.
وفي ختام المقابلة، تطرق حرب إلى قضاء البترون، واصفًا إياه بـ"لبنان المصغر"، حيث التقت الإرادة مع التخطيط فبدأت مسيرة الإنماء. لكنه شدد على الحاجة لاستكمال المشاريع، وفي مقدمتها سد المسيلحة، منتقدًا من يحوّل القضايا الإنمائية إلى مادة للتجاذب السياسي.
وختم حرب بالتأكيد على تمسكه بالبقاء في لبنان والعمل من أجله، قائلاً: "أنا بقيت بلبنان لأنني أريد أن أعيش فيه أنا وأولادي وأحفادي".