قام رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام بزيارة رسمية إلى دولة قطر، مع وفد وزاري ضمّ : وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وزير الطاقة والمياه المهندس جو صدي، وزير الأشغال العامة والنقل افايز رسامني ووزير التنمية الإدارية الدكتور فادي مكي.
وقد استُقبل الرئيس سلام والوفد المرافق في الديوان الأميري من قِبل صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حيث عُقد اجتماع موسّع عقبه لقاء ثنائي بين سمو الأمير ودولة الرئيس.
وعبّر الجانبان خلال اللقاء عن ترحيبهما بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مع التأكيد على أهمية أن ينعكس هذا التطور إيجابا على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج خصوصا بعد الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر والذي أدانه الرئيس سلام بشدة معرباً عن تضامنه الكامل مع قطر دولة شعباً.
وأعقب اللقاء مع سمو الأمير، اجتماع موسع مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، بمشاركة عدد من الوزراء المعنيين من الجانبين. وتم خلال الاجتماع بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون خصوصاً في مجال الطاقة من خلال خطوات تنفيذية على المديين القريب والمتوسط، وأيضاً في مجالات الأشغال العامة والنقل، والتنمية الإدارية والثقافة.
كما تم التطرق إلى مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، وضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتأكيد على المطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة الإعمار، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، بالإضافة إلى مواصلة العمل في خطة الإصلاح وإقرارها.
وفي ملف اللاجئين السوريين، ناقش الجانبان خططاً عملية تتيح عودة آمنة وكريمة الى ديارهم وقد أبدت دولة قطر استعدادها الكامل لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة في هذا الخصوص بالتعاون مع السلطات السورية.
تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك، وتأكيداً على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان وقطر، والحرص المشترك على تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
مؤتم صحافي
بعدها ، عقد مؤتمر صحافي مشترك للرئيس سلام ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وتحدث سلام ،فقال: "لا أود ان أشكركم على استقبالكم لنا أنتم وسمو امير الدولة بعد الظروف الدقيقة التي مرت بها قطر بالامس ، ونحن سعداء باننا كنا اول من هبط في قطر بعد العدوان الذي تعرضت له، ونجدد دعمنا لدولة قطر في وجه العدوان ، كما اننا نجدد شكرنا لدولة قطر على دعمها المتواصل للبنان، ان كان من خلال اللجنة الخماسية ودعمها السياسي المستمر لأكثر من سنتين ،والذي تجلى في العديد من المساعدات بمجالات متعددة، لا سيما دعمها المستمر للجيش اللبناني، وعدد من المشاريع الانمائية الاخرى".
اضاف:"اليوم وخلال مباحثاتنا، تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز.
كما اننا نامل ان تستقر الامور في المنطقة وان يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم الى لبنان ، ونحن نامل ان يكون لدينا موسم اصطياف واعد، كما اطلعت سمو الامير ورئيس مجلس الوزراء على ما قمنا به في الاشهر الماضية في لبنان ان كان في مجال الاصلاح حيث يتم التركيز عليه مع مشاريع القوانين التي تقدمنا بها، والخطوات لاعادة تشكيل الادارة على أسس الشفافية والتنافسية، والمشاريع التي أعددناها والمتعلقة باستقلالية القضاء مما يساهم في جذب الاستثمارات ، كما ان هناك مسارا آخر نعمل عليه، وهو بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية كما نص عليه اتفاق الطائف ، ولكن الأساس يبقى أن لا استقرار حقيقيا يمكن أن يتحقق في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس. وكما في كل اتصالاتي السابقة مع دولة الرئيس، طلبنا مجددًا دعمه، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي".
وتابع:"أما في ما يخص الملف الإقليمي، فقد أكدنا، كما فعلنا منذ اليوم الأول، أن العدوان الإسرائيلي على إيران هو انتهاك لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وللقانون الدولي.
ونحن سعداء بان الجهود التي قامت بها قطر ادت الى وقف العمليات العسكرية ونامل طي هذه الصفحة وان تسمح باعادة العمل الديبلوماسي ، وهذا الموقف لا يعبّر عن لبنان فقط، ولا عن قطر فقط، بل هو موقف عربي موحّد، عبّر عنه اليوم أيضًا دولة الرئيس، وتعبر عنه كل الدول العربية ، وهو موقف عربي ثابت.
نحن نسعى إلى شرق أوسط خالٍ من الاسلحة النووية ، وكانت هذه المناسبة فرصة لتجديد هذا الموقف العربي الجماعي والتذكير به.
وفي الختام، أتوجه بالشكر إلى سمو الأمير، وإلى دولة الرئيس، وجميع الإخوة في قطر على دعمهم الدائم للبنان”
اسئلة واجوبة
وردا على سؤال قال الرئيس سلام : "ان العباره التي استخدمتها هي بسط سلطة الدوله اللبنانيه على كامل اراضيها بقواها الذاتية، وهذه الجملة هي من اتفاق الطائف وهي موجودة في البيان الوزاري اللبناني الذي يتوجب علينا العمل على تنفيذه. اما في ما يتعلق بالوجود الاسرائيلي في النقاط التي لا تزال اسرائيل تحتلها ويعني النقاط الخمسة، وفي منطقتين تدخل وتخرج منهما اضافة الى الانتهاكات شبه اليومية للسيادة اللبنانية، فنحن نسعى لحشد كل ما يمكن ان نحشده من دعم عربي ودولي لالزام اسرائيل بالانسحاب، ولا اعتقد انه مر نهار في الشهرين الماضيين الا وسعينا فيهما لذلك. وقد تحدثت اكثر من مرة مع دولة الرئيس طالبين دعمه.
اما في ما يتعلق بحزب الله فنحن والحمدلله، تمكنا بالتعاون جميعا في لبنان في الأسبوعين الأخيرين من منع جر لبنان الى حرب جديده بأي شكل من الاشكال في النزاع الإقليمي الذي كان دائرا ،واليوم بعدما توقفت العمليات العسكرية، فنحن نتطلع الى صفحة جديدة من العمل الدبلوماسي مثلما عبر عنه دولة الرئيس.
و ردا على سؤال حول الطلب من الجانبين القطري والتركي بالضغط على الاسرائيل للانسحاب من مناطق التموضع في لبنان، هل يكون فقط من خلال الحوار كون اسرائيل لا تسمع لأي نوع من التحاور، قال سلام: نحن نسعى لحشد كل ما يمكن حشده من قوى سياسية وديبلوماسية للضغط على اسرائيل بدءا من اشقائنا العرب وصولا الى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة الأمريكية .هناك اتفاق لوقف العمليات العدائية توصلنا اليه مع إسرائيل في شهر تشرين الثاني الماضي. لم تلتزم به إسرائيل وعلينا الزامها بتنفيذه.
أضاف: أنا اجدد امام الجميع واقول بان دولة الرئيس شرفنا بزيارة لبنان في مطلع هذا العام وجددت له الدعوة اليوم لزيارتنا في لبنان ايضا في الأسابيع المقبلة أو في الصيف، وان شاء الله تكون زيارته علامة لاستتباب الأحوال في المنطقة وتشجيعا لاخواننا القطريين."
الرئيس القطري
وهنا قال الرئيس القطري: "لقد وعدني دولة الرئيس سلام بزيارتين واحدة لطرابلس وواحدة للجنوب."
فرد الرئيس سلام: هذا تفصيل لم اكن اريد ان اكشفه ونحن في انتظار دولته في لبنان قريبا".