اصدر ملتقى سورية الغد بياناً حول التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة للروم الأرثوذكس قرب دمشق جاء فيه:
بقلوب يعتصرها الألم والغضب، ننعي ببالغ الحزن الشهداء الأبرياء الذين سقطوا في التفجير الانتحاري الهمجي الاجرامي الذي استهدف كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس قرب دمشق أثناء إقامة القداس. هذا العمل الإجرامي أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن ٢٥ مصليًا وجرح العشرات، محولًا لحظة صلاة وسلام إلى مشهد من الرعب والأشلاء البشرية المتناثرة.
هذه الجريمة ليست فقط اعتداءً على فئة دينية، بل هي اعتداء على روح سوريا، والتنوع والعيش المشترك وعلى تاريخها الحضاري والمدني العريق.
إننا نطالب الحكومة السورية المؤقتة في حماية الكنائس. فكونها جهة تسعى وتعمل لاكتساب الشرعية، فهي مطالبة بضمان أمن وكرامة جميع السوريين دون تمييز ديني أو عرقي. ونرفض بشكل قاطع وصفنا بـ”الأقليات”، فنحن لسنا طارئين على هذه الأرض، بل مكون أصيل من نسيجها منذ أكثر من ألفي عام، وشركاء في بناء حاضرها ومستقبلها.
نؤكد أن سوريا لكل السوريين، ولا يمكن أن تُحكم بعقلية الأكثرية أو الفكر الديني أو الطائفي المتطرف. فلا خلاص لسوريا إلا بدولة مدنية ديمقراطية تعددية تضمن المساواة والعدالة وحقوق الإنسان لكل مواطنيها.
وندعو جميع القوى المدنية، والمؤسسات الدينية، إلى إدانة هذا العمل الإجرامي، والوقوف صفًا واحدًا في وجه محاولات تمزيق وحدة سوريا وتنوعها. لن نُقصى، ولن نصمت، وسنواصل نضالنا من أجل سوريا حرة، عادلة، يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، ويعيش فيها كل مواطن بكرامة وسلام.
الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والعدالة لدماء الأبرياء.
ملتقى سورية الغد.