يكاد يمر أسبوع كامل على بدء الكيان الصهيوني هجوماً عدوانياً دموياً سافراً ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، يرمي هدفه الحقيقي إلى إسقاط المنطقة بأكملها في دائرة سيطرته ونفوذه المباشر من أجل الإمساك بمقدراتها، وحكم شعوبها بالغلبة والقهر والإستبداد. غير أن المشهد الذي أثلج صدور أبناء الأمّة وكل الأحرار والشرفاء في هذا العالم هو ما رأوه و عاينوه من تقديم إيران أمثولة عظيمة ونموذجاً رائعاً في الثبات والصمود والمقاومة، عبر ردّ الصاع صاعين في عمق كيان الإحتلال في حيفا و تل أبيب وصولاً الى كامل الجغرافيا الفلسطينية المحتلّة، حيث تقوم الجمهوريّة الإسلاميّة وجيشها وحرسها الثوري بتلقين العدو الصهيوني درساً يومياً يكسر غطرسته وتجبّره، ويجهض محاولاته تثبيت تسيّده المنطقة واستعباد أهلها.
إن كتلة الوفاء للمقاومة،إذ تدين بشدّة الحرب العدوانية الموصوفة التي يشنها كيان العدو الصهيوني ضد الجمهورية الإسلاميّة في إيران، فإنّها ترى فيها نهجاً عدوانياً إستكبارياً لا يتوقف أبداً عند حدود إيران و إنّما يستهدف كل الدول العربية والإسلاميّة، وتسجّل الملاحظات التالية:
أولاً: إن الحرب العدوانيّة الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلاميّة، ما كانت لتحصل لولا الضوء الأخضر الأميركي، ورهان الصهاينة على جهوزيّة واشنطن لدعمهم ،وإنّنا نؤكّد هنا أنّ قيام الولايات المتحدة الأميركية بالإنخراط العسكري المباشر في الحرب، سيؤدي حكما إلى تغيير سياق المواجهة كما سيدفع المنطقة برمّتها نحو الإنفجار الشامل.
وإنّ التهديدات المدانة التي يطلقها العدو الصهيوني و أسياده الأمريكيون،ضدّ شخص المرجع الديني الإمام الخامنئي (أطال الله عمره الشريف)،هي تهديدات عنصريّة حمقاء تمسّ كرامة المكوّن الذي يمثّله هذا المرجع في أنحاء العالم كلّه، كما تدلّل على تشبّع مطلقيها بنزعة البلطجة التي تهدّد فعلا ودائما أمن الشعوب واستقرار الدول.
ثانياً : إن الجمهوريّة الإسلاميّة وفي ظل القيادة الحكيمة للسيد القائد علي الخامنئي (دام ظله) تقف اليوم مدافعة ليس عن أرضها و شعبها وسيادتها وحقوقها المشروعة فقط و إنّما عن فلسطين والقدس وغزة. وعن كل قضايا الأحرار والشرفاء والمستضعفين في هذا العالم.وهي تجسّد بذلك خط الدفاع الذي يراهن عليه لحماية القيم والمبادئ والأخلاق والعدالة والإنسانية، في وجه الإنحطاط الكبير للسياسة الأميركيّة القائمة على العدوانيّة والخداع والتضليل وما تمثله هذه السياسة من غياب لأي أسس قانونيّة أو أخلاقيّة يمكن أن تشكل معياراً موثوقاً يستند إليه.
ثالثاً: إن كتلة الوفاء للمقاومة وإذ تحيّي الصمود والثبات والموقف المبدئي للجمهورية الإسلامية في وجه قوى الشر والطغيان الإسرائيلي الأميركي، فإنّها تعبّر عن أعلى درجات التضامن مع إيران و قيادتها و شعبها في هذه اللحظات المصيريّة الحسّاسة،كما أنها تدعو كل أحرار العالم مرجعيّات و قيادات وشعوباً وحكومات وأحزاباً و قوى إلى تأييد إيران في معركتها الدفاعية ضد الحرب الصهيونيّة العدوانيّة.
رابعاً : إن كتلة الوفاء للمقاومة تحمّل المؤسسات الدوليّة المعنيّة من أمم متحدة و مجلس أمن دولي وكل المنظمات المعنيّة بالأمن والسلم الدوليّين ، كما كل الحكومات المعنيّة والقادرة، المسؤوليّة الكاملة عن هذا الإنفلات الصهيوني الإجرامي الذي لا يتوقف عند حدّ، ولا يرتدع عن الإعتداء على دولة عضو في الأمم المتّحدة فيغتال علماءها وأساتذة جامعاتها مع عوائلهم.
إنّ صمت هذه المنظمات عن هذا السلوك الصهيوني المتوحّش يفقدها أسباب وجودها ويراكم عجزها وفشلها، كما يؤسّس مجدّداً لعودة البشريّة إلى شريعة الغاب ويهدّد الأمن والسلام في كل العالم.
خامساً: إنّنا في كتلة الوفاء للمقاومة على ثقة تامّة أن هذه الحرب الصهيونية الظالمة المفروضة التي بدأها كيان العدو دونما أي مبرر ضد الجمهوريّة الإسلاميّة ،لن تنال من ثبات ايران و عزيمتها وتصميمها على المضي في معركتها الدفاعية عن حقوقها و سيادتها حتى النهاية، وإن نتيجة هذه الحرب العدوانيّة ستكون بإذن الله النصر والغلبة لإيران وشعبها، ما سيؤدي إلى وقف الإندفاعة الاسرائيليّة العدوانيّة على مستوى المنطقة كلّها.
سادساً:إن كتلة الوفاء للمقاومة وإذ تتوجّه بأسمى آيات العزاء والمواساة الى الإمام السيّد علي الخامنئي (دام ظله) و رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة ورئيس مجلس الشورى و قيادة الجيش وقيادة الحرس الثوري والشعب الإيراني العزيز بكل الشهداء الأبرار الذين ارتقوا جرّاء العدوان الصهيوني المستمر،فإنّها تعبّر عن ثقتها بأنّ هذه التضحيات الجسيمة من جانب أبناء الشعب الإيراني الشجاع، والكوكبة المباركة من الشهداء من القيادات العسكريّة والأمنيّة والعلماء الأبرار، ستكتب سطوراً خالدة مشرقة من النصر والعزّة والكرامة للجمهوريّة الإسلاميّة العزيزة ، والخزي والذل والخسران للكيان الصهيوني الإجرامي و كل داعميه.