لم يصرُخ بعد أيٌ من طرفي المواجهة حتى الساعة. كلاهما "يعض أصابع" الآخر بضربات وغارات مؤلمة، وكل طرف يعتقد أنَّه قادِر على التحمل في سبيل تحقيق أهدافه، ومنعاً لتجرّع مرّ الهزيمة. وبناءً عليه، الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، تشتد وتتّسع، فيما قيادات البلدين تتوعد وتهدد، أما ساكن البيت الأبيض، فينتظر أن تصرخ إيران أولاً ليفتح لها ذراعيه من باب راعي التسوية والتفاوض، وإلا يترك إسرائيل تواصل هجماتها.
فإسرائيل التي بدأتْ الحرب، ركَّزت جهدها اليوم الثلثاء على تهديد سكان طهران، مؤكدةً استمرارها في ضرب المنشآت النووية، وملمّحة اليوم إلى وجود عشرٍ منها حول العاصمة الإيرانية. وقد هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي بمصير مشابه للخصم اللدود لإيران، صدام حسين. وعملياً، كانت إسرائيل تعلن اغتيال ثاني رئيس أركان إيراني، علي شادماني.
في المقابل، تواصل إيران سياسة "النفس الطويل" في استخدام الصواريخ على أنواعها. واستهدفت الثلثاء مقرَي "الموساد" و"أمان"، فيما تابعت تأكيد ثباتها في وجه غارات الطائرات الإسرائيلية. كما أكدت أن الهجمات على المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية ستشتد خلال الساعات المقبلة.
في هذا الوقت، واصل الرئيس الاميركي دونالد ترامب توجيه الرسائل إلى إيران والتي تجمع التهديد وفتح باب الإنقاذ. فقد جزم بحتمية القضاء على البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أنه ينتظر "إخضاع" إيران.
ولفت ترامب إلى أنّه لم يقل إنه يسعى ل"وقف إطلاق نار مؤقت" مع إيران، بل إلى ما وصفه بـ "نهاية حقيقية للحرب" من خلال تخلّي طهران الكامل عن برنامجها النووي
لبنانياً، تنحصر الهموم بين استمرار تحييد لبنان عن المواجهة الإقليمية، وبين متابعة مصير اللبنانيين في الخارج والذين يواجهون مصاعب في العودة. أما الملفات الداخلية الأخرى فتبقى في دائرة الجمود و"التمييع"، خاصة بعد أن منحت هذه الحرب الغطاء الكافي للتباطؤ الحكومي في معالجة المشاكل الملحة.