في اليوم الرابع للحرب الإسرائيلية – الإيرانية، انزلقت الضربات الصاروخية المتبادلة والغارات إلى مزيد من التصعيد، بالتوازي مع التهديدات المتبادلة بإخلاء العاصمتين، تل أبيب وطهران. ومن الواضح أن الضغط المتبادل هو "عض أصابع" يخسر فيه من يصرخ أولاً ويطالب بوقف النار، أو يريده أحدهما وينتظره الآخر. ذلك أن كلاً من إسرائيل وإيران تتعرضان لخسائر كبيرة، في البشر والموارد الإقتصادية، في الوقت الذي يخضع تبادل الإستهداف لإطار ذات حدود شديدة الوضوح. ففي مقابل المرافق الإقتصادية والنفطية أهداف مماثلة، وكذلك في الأهداف السكانية والدينية ذات القيمة الرمزية والمعنوية.
هذا فيما برز استنجاد إسرائيل بأميركا لمحاولة استدراجها في قصف المنشآت النووية وتحديداً فوردو، كما
كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الذي قال إن إسرائيل بحاجة إلى قرار من ترامب بمساعدتها في تدمير هذه المنشأة.
وفي اليوم الرابع، وجّهت إيران ضربات قاسية إلى ميناء حيفا، وهي درة المرافق الصناعية في الكيان الإسرائيلي. وفيما دعت إسرائيل سكان مناطق محددة في إيران إلى إخلائها ونفذت غارات عليها بما يذكِّر بسيناريو الحرب على لبنان، دعت إيران سكان تل أبيب لمغادرتها. وعصر الإثنين نفذت إسرائيل تهديدها بضرب التلفزيون الإيران الرسمي، فيما كانت إيران تلوح بضربات صاروخية قاسية.
أما المخارج السياسية التفاوضية، فلا تزال ضبابية. وقد تم تسريب معلومات صحفية لم تؤكدها إيران، عن أنها طلبت عبر السعودية وقطر وعُمان بضرورة أن توقف إسرائيل النار.
لبنانياً، عكست جلسة مجلس الوزراء الحرص الداخلي على تحييد لبنان عن الصراع. وقد تمخضت الجلسة عن سلسلة تعيينات دبلوماسية في العواصم الكبرى وتشكيلات في الإدارة، لم تخرُج عن السياق التحاصصي التقليدي.