الحرب الإسرائيلية على إيران فتحت الأسئلة من جديد حول مدى تأثّر لبنان بانعكاساتها، ولا سيما احتمال انخراط حزب الله في الرّد على إسرائيل من الأراضي اللبنانية، الذي حاولت الجهات السياسية التقصّي عنه.
الأسئلة التي وجدت بيروت نفسها في قلبها، مع بدء العدو تنفيذ تهديداته بضرب إيران فجر يوم أمس، رست على أن الجواب متوقّف على «حجم الرّد الإيراني الذي سيُحدّد مآلات الحدث، وما يُمكن أن تنجرّ إليه المنطقة، خصوصاً إذا قرّرت إيران أن يكون الرّد تناسبياً».
ومع ذلك، استنفرت الدولة اللبنانية بكل أجهزتها، فيما لم يحمِل أول تعليق لحزب الله على الاعتداءات أي إشارة إلى عزمه حالياً على مساندة إيران، مُكتفياً بالإدانة وتأكيد «تضامنه الكامل مع الجمهورية الإسلامية في إيران قيادةً وشعباً في مواجهة هذا الاعتداء الخطير». كما أكّد أن «مثل هذه الاعتداءات لن تضعف إيران، بل ستزيدها قوةً وصلابةً في مواجهة الأخطار، وإصراراً على الدفاع عن سيادتها وأمنها»، مشيراً إلى أن ما حصل هو «تصعيد خطير في مسار التفلّت الصهيونيّ من كلّ الضوابط والقواعد، بغطاء ورعاية أميركييْن كامليْن».
وقد لاحظ من تواصل مع الحزب من مُقرّبين اعتماده سياسة الصمت حيال كيفية تعامله مع الموقف، بينما علمت «الأخبار» أن تواصلاً حصل بين حزب الله وقيادة الجيش اللبناني لمواكبة التطورات، دون معرفة ما جرى أو ما اتُّفق عليه، وما إذا كان الحزب قد قدّم أي موقف حاسم في هذا الشأن.
وعلى وهج هذه التطورات، تستعد بيروت الأسبوع المقبل لاستقبال السفير الأميركي لدى تركيا ومبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى سوريا توم باراك، إذ أفاد ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بأنه يتوقّع أن يأتي إلى لبنان في 18 الشهر الجاري. وفيما لم يتأكد بعد للدولة اللبنانية ما إذا كانت هذه الزيارة ستكرّس باراك مسؤولاً دائماً عن الملف اللبناني خلفاً لمورغان أورتاغوس، إلّا أن ما حصل في إيران عزّز الخشية الداخلية من أن يحمِل معه من إداراته عرض الـ«المرّة الواحدة والأخيرة»، قبل عودة التصعيد الذي تهدّد به إسرائيل.
وقد صارت معروفةً اتجاهاته، خصوصاً بعد الضغط الإسرائيلي لإنهاء مهمة «اليونيفل» والذهاب إلى مفاوضات مباشرة من دون وسيط، للوصول إلى ترتيبات سياسية وأمنية مع لبنان.