HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

رسائل «حزب الله» الداخلية والخارجية... توجّه نحو الواقعية والتهدئة (الشرق الاوسط)

14
MAY
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

كارولين عاكوم -

اتسمت مواقف أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم الأخيرة بـ«الواقعية وتوجّه تكتيكي نحو التهدئة» بعد فترة من التصعيد من قِبل عدد من مسؤولي الحزب عبر رفع سقف المواجهة إلى حد التهديد «بقطع كل يد تمتد إلى سلاح المقاومة». وكان لافتاً حديث قاسم، مساء الاثنين، عن «الشراكة في العهد والتعاون وإعادة بناء الدولة...» وغيرها من المواقف الإيجابية، مع التمسك ببعض العناوين الأساسية لجهة الاستمرار بالمقاومة، ورفض الخضوع للاحتلال الإسرائيلي، والمطالبة باستفادة الجميع مع «خيرات» المرحلة المقبلة.

وهذه المواقف رأت فيها مصادر رئاسة الجمهورية أنها «أقرب إلى الواقعية التي راهن عليها فرقاء كثر في لبنان من قبل الحزب»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «بين الحين والآخر تصدر بعض المواقف من قبل المسؤولين في الحزب لا تعكس هذه الواقعية، لكن الأكيد أنهم كلّما أبدوا تجاوباً كانت الأمور أكثر سهولة للتطبيق»، مذكِّرة بأن رئيس الجمهورية سبق أن تحدث مراراً عن تجاوب الحزب فيما يتعلق بسحب السلاح جنوب نهر الليطاني، مضيفة: «هذا الكلام الذي صدر عن قاسم يعكس جواً مريحاً لجهة تطبيق القرار 1701 وما تفرّع منه في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 والذي وافق الحزب عليه».

وفيما يتعلق بتحذير قاسم من «عزلهم... والانقضاض عليهم أو إخراجهم من المعادلة»، تقول المصادر: «لا أحد يريد عزلهم وتجاهلهم وغير وارد. (حزب الله) ممثل في البرلمان، ومشارك في الحكومة، والحديث عن العزل ليس منطقياً».

وكان قاسم قد قال: «إذا ظنّ البعض أننا نُستفرد الآن في لبنان، وأن الكل ينقض علينا ليضغط كي نتراجع ونتخلى عن قوتنا ومقاومتنا، من دون التنسيق التفصيلي مع الدولة اللبنانية فيما يتعلق بحماية لبنان وقوة لبنان، فهو واهم. وإذا كان البعض يعتقدون أنهم بهذه الضغوطات يخرجوننا من المعادلة، فهم واهمون».

ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور عماد سلامة أن «خطاب قاسم وما تضمّنه من لهجة إيجابية تجاه العهد الجديد ودعم جهود ترسيخ الاستقرار في لبنان والمنطقة، يعكس تحوّلاً خطابياً مدروساً يُعبّر عن محاولات الحزب للتكيّف مع بيئة سياسية داخلية وخارجية ضاغطة، تقلّص من هامش مناورة الحزب ونفوذه السابق في رسم المعادلات الإقليمية والمحلية».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «على الصعيد الداخلي، يواجه (حزب الله) تصاعداً في الدعوات اللبنانية لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحدودها، وتأكيد مبدأ حصرية السلاح، وقرار الحرب والسلم بيد المؤسسات الشرعية، وهو ما يُفقد الحزب أحد أهم مرتكزاته في التأثير على القرار الوطني السيادي. كما أن العزلة الشعبية والسياسية المتنامية التي يواجهها الحزب نتيجة الأزمة الاقتصادية من جهة، ولخطابه العسكري المرتبط بمحاور خارجية من جهة أخرى، تُجبره على إعادة النظر في تموضعه الداخلي ومحاولة تجميل صورته».

أما إقليمياً، فيلفت سلامة إلى أن «المتغيرات التي تلت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الخليج، وما رافقها من اندفاعة خليجية نحو تأمين الاستقرار الإقليمي بمظلة دولية، أضعفت من قدرة إيران، ومن خلفها (حزب الله)، على لعب دور «اللاعب المعارض». ومن هنا تأتي محاولات إيران، ومعها حلفاؤها في لبنان وسوريا، لإعادة التموضع كلاعب «إيجابي» يُظهر الاستعداد للتفاعل مع الطروحات الإقليمية والدولية بدل مواجهتها. ويأتي خطاب (حزب الله) ضمن هذا السياق، في محاولة واضحة لامتصاص الضغوط المتصاعدة».

وعليه، فإن تصريحات الحزب الأخيرة، على لسان نعيم قاسم، تعكس بحسب سلامة، «انحساراً نسبياً في قدرة الحزب على فرض شروطه، وتوجهاً تكتيكياً نحو التهدئة والانخراط في خطاب توافقي ظاهرياً، مع الحفاظ على أدواته بانتظار تطوّر موازين القوى. لكنها تبقى في جوهرها، حتى الآن، محاولة تأقلم أكثر منها تحوّلاً بنيوياً في نهج الحزب أو تموضعه الإقليمي».

وكان قاسم قال في خطابه، يوم الاثنين: «هذا البلد يستقر عندما نكون جميعنا متعاونين... مستقرين، عندما نعيش جميعاً حياتنا بشكل طبيعي»، باعثاً برسائل «إيجابية - تحذيرية» إلى العهد بقول: «إننا نحن أمام عهد جديد برئاسة فخامة الرئيس جوزيف عون، وهذا العهد الجديد فيه آمال كبيرة، لا يعتقد أحد أن هذا العهد الجديد يُلغي كل الآخرين، أو أنه يقوم بشيء لا يقوم به الآخرون. لا، هذا العهد الجديد نحن شركاء فيه، ونحن جزء منه، نحن (حزب الله) وحركة (أمل) قدّمنا المساهمة الكبرى يوم انتخاب الرئيس، وأثبتنا للجميع أننا في إطار بناء البلد وانطلاقته»، مضيفاً: «ما يحدث في لبنان هو عبارة عن مرحلة جديدة فيها بناء، فيها عهد جديد، نحن جزء لا يتجزأ من هذا العهد الجديد، كل خيرات العهد الجديد نحن شركاء فيها، ونحن نسهم فيها».

وفي رسالة إلى الخارج قال قاسم: «عندما يكون هناك انفتاح على بعض الدول العربية والأجنبية والعلاقات التي تعود إلى سابق عهدها أو تتحسن، هذا لأننا جزء من هذه القناعة»، مضيفاً: «نحن نريد للدول العربية أن تعود إلى لبنان، نحن نريد لدول العالم أن تتعاون مع لبنان، نحن نريد لمن اتخذ مواقف سابقة لأسباب مختلفة أن يعود إلى لبنان، لأننا نرى أن في ذلك مصالح مشتركة».

 

MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING