لم ينتظر بنيامين نتنياهو وقتاً كافياً لـ “تضييع الطاسة”، فبادر فور عودته من واشنطن إلى إصدار الأوامر بتنفيذ عمليتي اغتيال كبيرتين، بعدما أمر من واشنطن باستهداف بلدة مجدل شمس لتبرير عدوانه على لبنان. والعمليتان مدروستان بعناية وربما لا تحتملان التأجيل، فاستهدفت الأولى المبنى الذي يتردّد عليه القائد الكبير في المقاومة فؤاد شكر، وتسببت الغارة بسقوط خمسة شهداء مدنيين وسبعين جريحاً وبدمار كبير في المنازل والمنشآت والسيارات المدنية. ومساء أمس أعلن حزب الله نعي القيادي الكبير في المقاومة فؤاد شكر بعدما تمّ التعرف إلى جثته، وكانت طهران فجر أمس، على موعد مع العملية الثانية حيث استهدف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مقرّ استضافته، واستشهد معه مرافقه، وكشفت ردود الأفعال الأميركية الباهتة والاستعداد لتقديم المساندة التي يحتاجها الكيان في مواجهة أي ردود تورط واشنطن، التي كانت تحذر قيادة الكيان من أي لعب بالنار، تصفه بالتهديد القابل للتحوّل إلى حرب إقليمية لا تجب الاستهانة بوقوعها لأنها خطر على مستقبل “إسرائيل”، بينما ربطت عملية استهداف بيروت بالدفاع عن النفس على خلفية تبني الرواية الإسرائيلية حول صاروخ مجدل شمس.
الاستعداد للرد هو ما تقوله قوى المقاومة من اليمن الى العراق ولبنان وفلسطين وانتهاء بإيران، التي أعلن مرشدها الإمام علي الخامنئي أن من واجبها الثأر لدماء القائد اسماعيل هنية لأنه كان على أرضها وضيفها، بينما يتحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ويعلن موقف المقاومة بعد تشييع القائد فؤاد شكر، فيما تحدّثت صحيفة النيويورك تايمز عن سيناريوهات للرد تستهدف منشآت عسكرية في محيط تل أبيب وحيفا، عبر عمليات منسقة تشترك فيها إيران واليمن والعراق ولبنان.