فيما الخارج يسعى لتأمين مصالحه، وفيما بعض الداخل يتمترس وراء مساري الفرض والمواجهة، بادر التيار الوطني الحر مع رئيسه النائب جبران باسيل إلى تحريك الملف الرئاسي والسعي لإحداث خرق في جدار الأزمة، على قاعدة التشاور والتفاهم وتأمين أرضية صلبة لانتخابات رئاسية.
ومن هذه الروحية، وبعد استهلال الجولات بلقاء البطريرك الماروني أمس الأحد، أكمل باسيل جولته اليوم بلقاء من يمسك بقفل المجلس النيابي، رئيسه نبيه بري، وممثلين عن قوى المعارضة في بيت الكتائب في الصيفي.
وإذا كانت النتائج رهن تغيير بعض القوى حساباتها، فإن الضغط في اتجاه الحل وتشكيل مساحة مشتركة، لن يتوقف من قبل "التيار"، ومن يمكن أن يتقاطع معه من القوى السياسية، المتقاطعة على إنجاز الإنتخابات الرئاسية والتفاهم والتوافق.
وفي تفصيل الهدف من التشاور، لفت باسيل إلى أن "التفاهم هو لنؤمن أصوات 86 نائبا يؤمنون هم بدورهم نصاب الجلسة و65 صوتا ليؤمنوا وصول رئيس"، لافتا الى أن "المعادلة سهلة ولا أحد لديه هذا العدد من الاصوات لا فريق الممانعة ولا فريق المعارضة ولا الفريق الذي نحن جزء منه والذي يدعو الى هذا التفاهم والتلاقي".
وقد أكد باسيل بعد لقاء بري أنه "لا يمكن النجاح بإنتخاب رئيس الا بالتفاهم، ومن هنا فكرة التشاور او الحوار للوصول الى رئيس توافقي"، مشيرا إلى انه لا يحمل مبادرة بل مسؤوليتنا السعي مع الجميع عندما نرى فرصة مهما كان حجمها لتأمين الاستحقاق الدستوري". وردَّ باسيل على رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بعد ما ذكره بالأمس، قائلًا: "من يريد أن يطرح نفسه رئيساً أو جعجع "بدكن يعرف يحسب صحّ ويعرف مين الأول كنا بواحد ما بيعرف يعدّ صرنا بتنين".
وفي حين لم يتم التصريح بعد لقاء وفد المعارضة في الصيفي، والذي ضم ممثلين عن كتل الكتائب والقوات والتجدد، لوحظ تسريب من جهة هذا الفريق رفضهم المشاركة في أي حوار يرأسه رئيس المجلس نبيه بري.
وعلى خط مواز واستمرار اللقاءات أكد رئيس "الكتائب" سامي الجميل، بعد اجتماعه مع كتلة اللقاء الديمقراطي في الصيفي برئاسة النائب تيمور جنبلاط، "أن الكتائب لا تنتظر نتائج حرب ولا تراهن على أي شيء من الخارج انما يهمنا انتخاب الرئيس في أسرع وقت". وأكد الجميل جهوزيته لتخطي الشكليات شرط الا تخالف الدستور". وسأل: هل هناك ضمانة في المضمون تؤكد انسحاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيه والبحث بأسماء أخرى؟ وانه اذا فشل التوافق سنذهب الى جلسة انتخابية ونحتكم للدستور؟. وشدد على "أننا لسنا مستعدين لدفع ثمن انسحاب فرنجيه قبل البدء في الحديث بالرئيس المقبل واذا كان المطلوب فرض فرنجيه فلسنا في وارد السير في هذا الاتجاه"، لافتا الى "اننا لسنا مستعدين للاستسلام". وردا على كلام فرنجية بالأمس، اقترح الجميل" انسحاب الأقطاب الأربعة من المعركة بدل الترشح"، موضحا "اننا نحن الأربعة طرف ولن نقدر ان ننتخب رئيس جمهورية يكون طرفا"...
وعلى خط التطورات الميدانية، تواصل التسخين والمبارزة بالأسلحة والذخائر بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، الذي أُسقطت له اليوم مسيرة جديدة، في الوقت الذي واصل فيه "الحزب" استهداف المواقع الإسرائيلية.
هذا في وقت لفت تصريح بارز من الخارجية الإيرانية التي أكدت أنّ "قوى المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا أقدمت إسرائيل على أي مغامرة في لبنان". في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي لـ"رويترز": الحرب في لبنان ليست حتمية وأبدينا انفتاحنا على الجهود الدبلوماسية لباريس وواشنطن.