HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

مسيرة مار جرجس غدا في الاشرفية

20
APRIL
2024
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

قتل القديس جاورجيوس، بحسب الأسطورة، التنين حوالى سنة 280 م. على ضفاف نهر بيروت، وأعلَنَه قديسًا البابا جيلاسيوس الأول سنة 494 م.
وبحسب القصة فإن التنين الذي كان يسكن مغارة في منطقة المدور قد أسر ابنة ملك بيروت. فسمع أحد جنود الفيلق الروماني المسيحي صراخه، فهبَّ لإنقاذه وقتل التنين.
بالنسبة إلى مارلين كنعان، أول من ربط القديس جاورجيوس ببيروت، المؤرخ المملوكي صالح بن يحيى في القرن الخامس عشر، فروى أن التنين الذي كان يعيش في حوض نهر بيروت عندما هجم على ابنة الوالي الروماني، صلت إلى الله لينقذها. ثم ظهر لها القديس جاورجيوس، وعندما هجم التنين اقترب منه القديس وقتله.
لاحقًا، عندما شن الأمبراطور الروماني ديوكلتيانوس حملة اضطهاد شرسة على المسيحيين عام 303، اقتحم القديس جاورجيوس، الذي كان ضابطًا محترمًا في الجيش الروماني، غرفة استقبال الأمبراطور وسأل عن سبب مهاجمة جنود الفيلق إخوته في الإيمان. فقُبض عليه فورًا وأُخضع لخمسة أنواع مختلفة من التعذيب لإجباره على إنكار إيمانه.
في القرن الخامس، روى الأسقف Théodote d'Ancyre بالتفصيل، آلام القديس جاورجيوس. فكتب "ضربوه عليه (لوح حجري) حتى تفتت جسده وعظامه كلها... ضربوا رأسه بمطرقة وقضيب حديد حتى خرج دماغه من أنفه... فأمرهم الملك الشرير بأن يحضروا منشارًا حديديًّا كبيرًا، فرآه من وسط رأسه وبطنه وقدميه". استمرت محنة القديس جاورجيوس ثلاث سنوات أتى خلالها عدة معجزات، الأمر الذي دفع زوجة الوالي والساحر الذي أُرسل لقتله إلى اعتناق المسيحية.
وبعد ثلاث محاولات لإعدامه بأفظع الطرائق، كما كتب ثيودوت، استُشهد القديس جاورجيوس بقطع الرأس. ودُفن، بحسب التقليد الشرقي، في مدينة اللد في فلسطين.
خلال الحروب الصليبية، نمت عبادة القديس جاورجيوس. "فاعتُمد شفيعًا للجنود بعدما ورد أنه ظهر على الجيش الصليبي في معركة أنطاكية عام 1098". وعندما شن ريتشارد الأول، المعروف باسم قلب الأسد، حملة على فلسطين عام 1191، وضع الجيش تحت حماية القديس جورج.
حوالى العام 1340، كتب القسيس الألماني Ludolph Von Suchem أن هذا القديس "أنقذ ابنة ملك المدينة بيروت من التنين، وأنه مجَّد هذه الأرض بمعجزات كثيرة".
عام 1395، وصف سيد d’Anglure كنيسة القديس جاورجيوس على النحو التالي: "خارج بيروت، على بعد فرسخ، يقع المكان الذي قتل فيه القديس جاورجيوس الثعبان. وفي هذا المكان كنيسة صغيرة... وخارج الكنيسة، بالقرب من السور، يقع المكان الذي ذُبح فيه الثعبان".
تربط روايات الكثيرين من الحجاج من القرن الخامس عشر أسطورة القديس جاورجيوس ببيروت. فيكتب الحاج Josse van Ghistèle أن "بيروت كانت مشهورة بأسطورة القديس جاورجيوس، إذ كان يعيش هناك الملك الذي أَنقذ ابنتَه المحاربُ التقي. ولا تزال آثار قصره قائمة في المدينة. وقد أظهرنا في المنطقة المحيطة المستنقعات التي كانت بمثابة مخبأ للتنين البشع".
ويروي الحاج أنسلم أدورنو أن "المكان الذي قتل فيه القديس جاورجيوس التنين، وأنقذ من هجماتِه الفتاة العذراء، ابنة الملك، وشعبًا بأكمله، يقع على بعد ميلين قصيرين من المدينة. وثمة كنيسة قائمة، تحيط بها أوكار ومغاور كان يلجأ إليها هذا التنين، في محيط قلعة الملك. ولا تزال أساساتها حتى اليوم".

ويحدثنا عنها Joseph Besson في القرن السابع عشر بهذه العبارات: "على بعد ميل واحد من مدينة بيروت، في اتجاه الشمال، نرى مغارة قيل إنها مخبأ، بحسب الاعتقاد السائد في البلاد، للتنين الهائل".
وعلى الغرار نفسه، يروي Henry Maundrell عام 1697 أن كان بالقرب من "نهر بيروت الواسع... حقل مسطح يقال إنه كان المكان حيث حارب القديس جورج التنين". وتخليدًا لهذا العمل الجبار، بنيت كنيسة صغيرة في المكان، كانت مخصصة في الأصل للبطل المسيحي، لكنها تحولت الآن إلى مسجد.
خلال زيارته بيروت في تموز 1737، كتب الأسقف Richard Pococke في مذكرات سفره: "لقد جئنا إلى المكان الذي يقال إن القديس جورج قتل فيه التنين، بينما كان على وشك أن يلتهم ابنة ملك بيروت. هناك مسجد كان في السابق كنيسة بيزنطية".
وفي كانون الثاني 1928، وفي خاتمة بحثه، أكد عالم الآثارRobert du Mesnil أن موقع المواجهة بين القديس جورج والتنين يقع حيث يقوم اليوم مسجد الخضر. للوصول إلى هذا الاستنتاج، يعتمد دو ميسنيل، من بين أمور أخرى، على التحليل التفصيلي لأيقونة قديمة محفوظة، راهنًا، في كاتدرائية القديس جاورجيوس الأرثوذكسية.
في القرن الثاني عشر، بنى الصليبيون كنيسة صغيرة في موقع بطولة القديس جاورجيوس، بما في ذلك سرداب وقبة ودير. ويعتقد R. P. Mouterde أن الكنيسة كان يمكن أن تكون في القرون المسيحية الأولى بمنزلة كنيسة مكرسة للشهداء للبيروتيين، إذ يقع حرم الشهيد المقدس، وسط مقبرة شاسعة جدًّا من العصر الروماني.
في القرن الثالث عشر، استولى المماليك على بيروت وحولوا كنائسها إلى مساجد. وفي القرن السابع عشر، وفي مناسبات شتى، أعاد الأمراء الدروز من سلالة معن كنيسة القديس جاورجيوس إلى المسيحيين، ولكن عام 1661، بسبب عدم قدرة المسيحيين على دفع الجزية، صادر والي صيدا العثماني علي باشا، الكنيسة وحولها مرة أخرى إلى مسجد وأعاد تسميته مسجد الخضر. وهناك لوحة رخامية رمادية اللون موجودة في الموقع، كتبها علي باشا، تروي الأحداث المختلفة لتحول المبنى.
عام 1927، وجد الكونت du Mesnil الموقع سليمًا، باستثناء القبو والدير. ولكن في خمسينات القرن العشرين، كتب Bruce Condé أن الموقع كان يصعب التعرف عليه بالنسبة إلى أولئك الذين عرفوه في عشرينات ذاك القرن، لكن مناطق الجذب الرئيسة فيه، أي المبنى والبئر، ظلت سليمة. وعام 2008 ذكرت مارلين كنعان أن البئر لم يعثر عليها في أي مكان. ويقول المؤرخ إن المسيحيين كانوا يزورون المسجد قاصدين بئر ماء تعلوها قبة قطرها ستة أمتار، وأنهم كانوا يغتسلون بمياهها لتعزيز خصوبتهم.
وعلى بعد مئات أمتار من مسجد الخضر، نجد مغارة "عذراء الصدور" التي عُدَّت عام 1549م. مغارة أفواه التنين السبعة كما أفادنا الكونتdu Mesnil du Buisson. يحتوي الكهف إحدى عشرة كوة مربعة محفورة في الجدران وقد تكون موقع مدفن فينيقي قديم.
العنصر الأخير في الأسطورة، يقال إن القديسة هيلانة، والدة الأمبراطور قسطنطين، قدمت إلى الكنيسة عمودًا صغيرًا من الرخام الأبيض عند عودتها من القدس. حتى بداية القرن العشرين، كان الأشخاص الذين يعانون الروماتيزم يلمسونه على أمل الشفاء منه. وعام 1395، أفاد سيد d’Anglure أن "في الكنيسة المذكورة، أمام المذبح، عمودًا صغيرًا من الرخام الأبيض، وضعته القديسة هيلانة هناك بيديها، يشفي من الحمى".
يشهد الأسقف Richard Pococke: "وصلنا إلى المكان الذي قتل فيه القديس جاورجيوس التنين. وقد شهدت في هذا المسجد احتفالًا استثنائيًّا أقيم على شرف أحد الأتراك الذين رافقوني؛ جلس المسؤول عن المسجد على الأرض، وفصل قطعة صغيرة من الرخام عن عمود مشهور بفضائله العلاجية غير العادية، وحمَّلها طويلًا على ظهر التركي".

يذكر بروس كوندي أن الإمام المسؤول عن المسجد في خمسينات القرن العشرين أزال العمود الرخامي وسلمه إلى دائرة الأوقاف في دار الفتوى.
وعام 1931، بنى الأرمن الأرثوذكس كنيسة جديدة بين مسجد الخضر والنهر على اسم Sourp-Guévorg أي مار جرجس. وقد زُينت واجهتها الرئيسة بلوحة جدارية تمثل مقاتلة التنين.

مقتطفات من مسودة كتاب نقولا صحناوي المقبل، "لبنان قلب الله"، الذي يحتوي مئتي مقالة ومقالتين (202) عن شخصيات وأمكنة وأحداث، مرتبطين في شكل أو آخر بلبنان، ويشكلون جزءًا مهمًّا من تاريخنا وموروثنا ووجداننا الجماعي.

MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING
  • online ordering system for restaurants
  • The best online ordering systems for restaurants
  •