أهلنا ورفقاتنا ببعلبك الهرمل،
1 – العاطفة والوصف لبعلبك:
بعلبك السهل الواسع والقلعة يلّي تحدّت الزمن، بعلبك المقاومة والشهامة، تحيّة الِك من كلّ تيّاري بيخفق قلبه بمحبّة لبنان.
وتحيّة للهرمل، للعاصي يلّي مياهه بتزرع الخير على الضفتين – مغارة مار مارون بعدها شاهد على رهبان ونسّاك جمعوا بين عبادة الله ومحبّة ارض وشعب.
بعلبك الهرمل، أهلنا وبيتنا، انشا الله على طول محميّة بأهلِك وجبينِك عالي، وكل المؤامرات تتكسّر على حجارِك وصمود ناسِك الأبطال.
2 - النزوح والأمن:
احبائنا،
المؤامرة يلّي انطلقت بالـ 2011 لتفكيك سوريا وزعزعة لبنان من ضمن مسار تفكيك المنطقة واحاطة اسرائيل بدويلات مذهبية بتتناحر مع بعضها بدل ما تتصارع مع اسرائيل، هالمؤامرة انهزمت عسكرياً بالـ 2017 لمّا الرئيس عون اخد القرار وكسر داعش، بدعم من المقاومة (وسند سوري)، وهيدا هو المعنى الايجابي للاستراتيجية الدفاعية. بس المتآمرين ما استسلموا، واستمرّوا بوسائل تفكيكية تانية للمجتمعات متل الحصار والنازحين. بقي الحصار على سوريا كمصدر تهجير لشعبها، وبقيوا النازحين بلبنان كمصدر لخطر وجودي عليه. اوّل موجة نزوح كانت بجزء منها نزوح قسري بسبب الحرب، وجزء تاني كان اقتصادي نبّهنا منه بوقتها. بتاني موجة، انتقلنا للنزوح الاقتصادي بالكامل، وعم يتدفقوا النازحين بالآلاف على الحدود عبر معابر غير شرعية ومعروفة، بتشجيع دولي وبتواطؤ داخلي، وصاروا مهاجرين غير شرعيين عم يبحثوا عن فرص العمل محل اللبنانيين، ببلد منهار مالياً وممنوع اصلاحه. اعداد النازحين صارت اكبر من قدرة الأرض على استيعابهم، حتّى ما نحكي عن الكهرباء والمياه والزبالة والصرف الصحي والطرقات. سياسياً نحنا صمدنا وتحمّلنا كل الضغوطات لدرجة العقوبات، بس لبنان ما عم يحمل والخطر صار كبير.
هالنوع من النزوح الجديد، المكوّن بس من شباب، بينخاف يكون عنده خلفيات او نتائج امنية، ونكون انتقلنا من النزوح القسري للاقتصادي للأمني للالغائي، بمعنى الغاء لبنان. من جديد، عم نبّه من خطر وجودي حتمي على لبنان، ونطالب بتسكير للحدود، بيجاوبونا اننا عم نتاولهم بالرئاسة، هول ما همّهم الا الرئاسة وارضاء الخارج.
وجودنا مهدّد والمسؤولية مش على النازح المغلوب على امره او المدفوع بالتحريض وبالوعود والحاجة، المسؤولية على المتآمرين. من كم يوم الخارجية الاميركية قالت انّو الظروف غير مؤاتية لعودتهم، وقالت لازم يتقدّم الدعم المالي للبنان المشكور على تحمّله. اوّلاً وين الدعم المالي للبنان؟ في حصار على لبنان وفي اموال للنازحين وللمنظمات مش للبنانيين. ثانياً، مال العالم كلّه ما بيساوي ثمن لبنان! السؤال هو وين الحكومة اللبنانية من هالموقف الخطير يلّي عم يبشّرنا ببقاءهم؟ وين القرار السياسي، والعسكري الأمني يلّي عم يمارس النأي بالنفس عن ضبط الحدود، الوقت اجا والحقائق عم تنكشف للمغشوشين بالمظاهر، وعم يلومونا كيف عم نصوّب على قيادة الجيش والأجهزة. يا احبّاء، نحنا الجيش بعيوننا وقلبنا وما حدا بيخلفنا، ومنعرف وين وكيف وقدّيش عم يعمل منيح ويداهم مخيّمات ويحجز اسلحة، ما عم نحكي عنه كمؤسّسة، بس كمان منعرف وين في تلكؤ وتقاعس، عم نحكي عن افراد وقادة فيه متواطئين سياسياً ومستفيدين مادياً من شبكات التهريب. نحنا ما عنا شي بالشخصي على حدا بالرغم من كل المعطيات يلّي بين ايدينا من 17 تشرين وبالجايي؛ بس نحنا ناس مسؤولين عن وطن مهدّد بالزوال وشعب مهدّد بالتهجير، وما فينا نسكت لمّا منشوف المسؤولين عن حمايته، وكتار ساكتين وما عم يقوموا بواجبهم. دخلكم ليش في افراد ومجموعات عم يقدروا يمنعوا دخول السوريين من بعض المناطق متل هالمنطقة، وما عم يمنع دخولهم بعكّار؟؟؟ اعداء لبنان هني الجهات الدولية يلّي عم ترسم خرائط تفكيكية وتهجيرية بالمنطقة، وعم تضرب فكرة الدولة فيها، وعم تشتغل لإفقارنا وتحمي منظومة النهب الداخلي يلّي سرقت اموالنا. المنظومة يلّي رهنت قرارها للخارج، كبّلت لبنان بالفساد، وكمشت المواطن بزلاعيمه، وهجّرته بدل ما ترسّخه بأرضه من خلال مشاريع الإنتاج.
3 – الانماء:
اهلنا بالبقاع الشمالي،
المنظومة كرّست التفاوت الإنمائي بين المناطق من خلال مركزية القرار الاداري والمالي. كل مناطق لبنان بتملك ميزات تفاضلية، وطاقات بشرية ومقوّمات طبيعية، واللامركزية بترسم لكل منطقة دور ووظيفة وهوية اقتصادية. بعلبك – الهرمل بتملك قدرات كبيرة بتخلّيها باللامركزية تكون من اقوى المناطق اقتصادياً.
اولاً هالمنطقة بتملك من الشمس والمساحة المسطّحة ما يكفي لتزويد لبنان بجزء كبير من حاجته الكهربائية، متل الهوا بعكّار مثلاً. نحنا شاغلين على قانون بيسمح ببيع الطاقة المتجدّدة من البقاع والمناطق كلّها لأي منطقة ثانية. ثانياً، بتملك المياه يلّي خلّت البقاع يكون بيوم من الأيام اهراءات روما، ثالثاً، بتملك تنوّع بيئي بين السلسلتين الشرقية والغربية وآثار ما بتتقدّر بثمن، بتسمح لها تكون مركز اساسي للسياحة البيئية والأثرية.
تخيّلوا معي بعلبك الهرمل كوحدة لامركزية عم تنفّذ مشاريع كهرباء ومياه وزراعة وسياحة بقدراتها الذاتية من دون الحاجة لمجلس وزراء ومجلس نواب؛ بيكفي مجلس قضاء لامركزي منتخب من اهلها، يقرّر وينفّذ مشاريع محليّة وصندوق ائتماني ينفّذ مشاريع متل مطار رياق وسد العاصي وطنية لحتّى تزيد فيها المداخيل وفرص العمل عشرات المرّات.
تخيّلوا معي السلسلة الشرقية مصانع طاقة شمسية، ومع السلسلة الغربية مناطق اقتصادية وصناعات غذائية وطبيّة. تخيّلوا شبكة اتصالات ومواصلات، طرقات وقطارات عم تربط بعلبك- الهرمل بالداخل اللبناني، وعم تربط لبنان بالداخل السوري ودول المشرق العربي والخليج.
اقتصادنا فشل لأنه ما انبنى على مبدأ الانتاج وزيادة الثروة، بالعكس اعتبرت المنظومة الثروة الوطنية والدولة قالب كاتو تناتشوه لوصلنا للانهيار.
المنظومة خلّت النظام المركزي يجمّع كل شي حول بيروت ويتسبّب بالهجرة الداخلية للناس الباحثين عن فرصة عمل، وهيك فرّغت المناطق من السكان، واختنقت بيروت بحزام بشري وضاقت فرص العيش فيها ودفعت الناس للهجرة الخارجيّة. بعلبك-الهرمل دفعت ثمن انعدام التوازن الانمائي، وما لها حلّ الاّ باللامركزية الإنمائية. معها بتصير مركز اقتصادي مهم بالزراعة والصناعات الغذائية والطبيّة وبتوّفر الأمن الغذائي (والطبي) للبلد. وبتصير، مع زحلة، بوابة من بوابات لبنان على المحيط المشرقي وحاجة لإعادة الإعمار بلبنان وبسوريا وبالعراق. باختصار، اهل بعلبك الهرمل عندهم تاريخ طويل من العيش الواحد، صمودهم كسر الإرهاب، وتنوّعهم انتصر على الاحادية، وتضحياتهم هزمت المعتدي وحرّرت الأرض! حرام طاقاتهم البشرية ما تكون قادرة تحوّل المنطقة لجنّة ازدهار واعمار، بدل الفقر والاتكال على الممنوعات يلّي فينا نحوّلها لمسموحات طبيّة ومصدر رزق شرعي.
4 – الرئاسة والقانونين:
رفقاتنا،
نحنا بالتيّار الوطني الحرّ عم نطرح حلول عمليّة، بتحمي وحدة لبنان وبتقوّي الدولة المركزية بتخفيف اعباء المناطق عنها، وبتنمّي هالمناطق بنفس الوقت. عم نطرح من ضمن الطائف قانون اللامركزية، وعم نتحاور بخصوصه مع حزب الله ومستعدّين نتحاور مع الجميع، كمان عم نطرح من ضمن خطّة الانقاذ، الصندوق الائتماني يلّي منافعه ومردوده اهمّ بكتير من ديون صندوق النقد الدولي. هو بيحمي ممتلكات الدولة واصولها، بيستثمرها وما بيبيعها؛ بيديرها بالشراكة مع القطاع الخاص واللبنانيين المقتدرين، جوّا وبرّا؛ هدفنا ننقل لبنان لنظام اقتصادي مالي جديد فيه الإنتاج والمبادرة الفردية ونطلع من النموذج الحالي القائم على الريع والزبائنية السياسية.
هيدا بيتطلّب انتخاب رئيس ملتزم بهيك نموذج جديد وبهيك اصلاح بنيوي بالدولة؛ مش رئيس، رابي بكنف المنظومة، بيتنشّق هواها، بياكل من منافعها، وبيطعميها من مركزه. بيعيّشها من جديد وبيبعث فيها الروح من بعد ما كانت عم تلفظ انفاسها، وهي بتعيّشه على الكرسي لينفّذ لها اجندتها وسياستها الإفلاسية الإنهيارية.
هيدا بيتطلّب رئيس بنفس ومسار وطبيعة وقناعة اصلاحيّة، بيفتح لبنان على محيطه المشرقي والعربي والخليجي وعلى دول العالم من دون ما يكون رهينة لحدا.
هيدا بيتطلّب رئيس ملتزم على راس السطح بإعادة النازحين لبلدهم مهما كلّف الأمر، وما يكون مقدّم اوراق اعتماده بالنزوح. رئيس منتفاهم عليه بالداخل، سيادي بطبعه لا تابع محور ولا مسيّر لا من شرق ولا من غرب. ملتزم بس بضميره الوطني وبالدستور. مش مخالف الدستور بجلسة انتخابه، وحالف فيها (بالكذب) على احترام الدستور.
هيدا بيتطلّب رئيس بيطمّن شعبه وبيخوّف الحرامييّ، لا بيخوّف محور ولا بيخاف من محور. رئيس بالتوافق والتفاهم مش بالتحدّي والفرض. رئيس تاريخه يضيء على مستقبله، مش حاضره مستحي من ماضيه؛ ورئيس ما منستحي من اولادنا بانتخابه. رئيس منتّفق كلّنا معه على اولويّاته الرئاسية. غير هيك اي رئيس، ولو نجح انتخابياً، رح يفشل رئاسياً ونحنا مش مستعدّين نكون جزء من فشله!!!
5 – التيّار والقضية وبعلبك الهرمل:
نحنا بالتيار، ملتزمين ومسهلين لأي حوار بيوصّل لهيك رئيس، ومش مستعدين نكون بأي حوار معلّب ومفروض بشروطه ليودّينا لمسرحيّة ممجوجة، يلّي داعي عليها مش مصدّقها- ونحنا دايماً مستعدي لأي حوار منتج وجدّي مش شكلي ومضيعة وقت ونحنا مندعيكم لحوار مش انتو بتدعونا لحوار ضبابي بشكله وبرنامجه.
نحنا بالتيّار، ضحّينا ودفعنا، جرّبنا وتعلّمنا، وما رح نقبل بشي ما بيليق بتضحياتنا وبمستقبل بلدنا. انظلمنا ولا يوم ظلمنا، وما رح نكون جزء من ظلم بلدنا وهالمنطقة العزيزة منه. هالمنطقة اعطتنا لأوّل مرّة نائب، منشوف حالنا فيه الدكتور سامر التوم وهي بتشوف حالها فيه، على آدميّته وانسانيّته ومناقبيّته ونشاطه ووفاءه. هالمنطقة لها عليه يعطيها كل جهده، وهيئة القضاء الجديدة برئاسة الدكتور جان بولس منتأمّل منها تكون على قدّ المسؤولية. تجمع الرفاق وما تفرّقهم، وتعمل لخير الناس مش لضررهم.
بعلبك يا مدينة الشمس، التيّار لازم يكون مُشرق متلِك، والهرمل يا ارض الأبطال، التيّار ابطاله لازم يكونوا على قدّ مقاومتك وصمودك. لازم يتآخى مع الكل من دون ما يدوب بحدا، بيحافظ على قناعاته ومبادئه وافكاره، وبيعيش مع بيئته بنديّة واحترام وبيجسّد الكرامة بأرض الكرامة.
عشتم، عاشت بعلبك الهرمل، عاش لبنان