يتّجه المسار الرئاسي إلى وضع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب ونواب "تغييريين" اللمسات الأخيرة في هذين اليومين على التوافق حول طرح جهاد أزعور مرشحاً للتحاور مع الطيف السياسي اللبناني ومن ضمنه الفريق المؤيد لسليمان فرنجية، وذلك حسبما أكدت مصادر نيابية متابعة لtayyar.org. وفي هذه الحال، يتبيَّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود وسط كثرة التحليلات والإجتهادات والآراء التي لا تلامس حقيقة واقع التفاوض بالضرورة.
وفي الإطار الرئاسي، اتجهت الأنظار إلى الزيارة الهامة للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى الفاتيكان ومن بعدها فرنسا، حيث كان له لقاء اليوم مع الكاردينال بييترو بارولين. وتكمُن أهمية الزيارة في أن البطريرك سيعكس رأي الغالبية الساحقة من الطيف المسيحي السياسي في مقاربته لرئاسة الجمهورية، ومن ضمنها معارضته لفرنجية وطريقة فرضه على البيئة المسيحية اللبنانية.
وفي إطار الإنقسام حول الرئاسة، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية"، مضيفاً: "حرِّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ". وقد سارع رئيس حزب الكتائب سامي الجمّيل عبر حسابه إلى رد على دعوة قاسم بالقول:"يعني إما التوافق على مرشح التحدّي الخاص بكم وإمّا الرّضوخ الدّائم لإملاءاتكم!؟"
وعلى خط مواز، يترقب اللبنانيون المؤتمر الصحافي لوزير العدل هنري خوري غداً، والذي أُعلن عن أنه سيكشف بالأسماء والمستندات القضية البالغة الخطورة في عرقلة تعيين محامين لحفظ حق الدولة اللبنانية في أموال رياض سلامة وممتلكاته المحتمل الحجز عليها في باريس، وسط وجود نية واضحة لدى المنظومة الحامية لسلامة وفي طليعتها نجيب ميقاتي بتمييع الموضوع وإهدار حق اللبنانيين عامةً في ممتلكات سلامة، بعدما أهدرت منظومة التسعينات مليارات الدولارات العائدة للبنانيين في السرقة والنهب والصفقات، وصولاً إلى تهريب الأموال للخارج بعد "17 تشرين".