حلّت الذكرى الثالثة والعشرون لتحرير لبنان من الإحتلال الإسرائيلي بعد تضحياتٍ جسام ومقاومة لم تبخل بالتضحيات في سبيل هذا الإنجاز الوطني. وبعد هذا الزمن، لم يتمكن المجتمع اللبناني بتنوع أحزابه وطوائفه من بناء دولة فعلية خالية من الفساد والمفسدين، في ظل تحكم المنظومة المصرفية – السياسية بماليته واقتصاده وسلطته، مدعومةً بجوقة من الإعلام الدَجّال والمأجور.
ولا يزال لبنان في هذه الذكرى ينتظر التحرير الثالث ولكن هذه المرة من المافيا المترسخة والمتغلغلة في كل المجتمع وشرائحه، والتي لا تزال ترفض التنازل والتراجع قيد أنملة، ولو أمام القضاء الأوروبي الذي عرّى التركيبة القضائية اللبنانية التي تصر على أن تبدو حاميةً للملاحق دولياً رياض سلامة.
وفي هذا السياق، أتت مواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي أكد في ذكرى 25 آيار، وفي موقف مختلف عن الكليشيات التقليدية المكررة في مناسبة مماثلة، أن "الحفاظ على السيادة والإستقرار يحتاجان دولة محررة من الفساد"، مذكراً بالإصلاحات والقوانين المرتبطة بها والتي لا تزال تنتظر المجلس النيابي. مواقف باسيل أعقبت مقابلة لافتة له على تلفزيون "الحدث" السعودي، جدد فيها مواقف "التيار" من لبننة رئاسة الجمهورية ومن سقوط رياض سلامة كواجهة للمنظومة، وذلك في في ثاني إطلالة إعلامية "سعودية" له بعد المقابلة الشاملة مع "الشرق الأوسط". وهذا إن دل على شيء فعلى التموضع الثابت للتيار الوطني الحر في الحفاظ على مصلحة لبنان وعلاقاته مع القوى الفاعلة العربية والإقليمية، من ضمن الحفاظ على الكرامة الوطنية ومصلحة لبنان الذاتية.
على خط آخر، لفتت استقالة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط من رئاسة الحزب، وإعلانه الدعوة إلى مؤتمر عام انتخابي، وذلك من ضمن سياق تسليم السلطات السياسية والحزبية لنجله النائب تيمور، وريث الزعامة الجنبلاطية.