HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

لهذه الأسباب "انفجرت" ورقة النزوح السوري في لبنان... اليوم!

13
MAY
2023
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

لارا الهاشم-

إثنا عشر عاماً مرَّت على قضية النزوح السوري في لبنان وما رافقه من تداعياتٍ إقتصاديّةٍ وإجتماعيةٍ لكن من دون معالجة جدّية من قبل الدولة اللبنانيّة. غرق هذا الملف في وَحل الإنقسامات الطائفيّة والسياسيّة التي أضرّت في النهاية باللبنانيين والنّازحين السوريين على حدء سواء.

فاللبنانيون يعيشون أسوأ أزماتهم بسبب الفساد المستشري في كلّ مؤسّسات الدولة وما كان ينقصُهم سوى عبء النّزوح ليضيف إلى إنهيار الدولة أزمةً جديدة أما النّازحون فليسوا بأفضل حال. هؤلاء هُجّروا من منازلهم وأُسكنوا في مخيّمات في ظروف إنسانيّة صعبة بهدف إستخدامهم كورقة ضغط على النظّام السوري.  

لكن بين ليلة وضحاها تبدّل المزاج العام على مساحة الطوائف والتوجهات السياسيّة وحلّت المطالبة بإنهاء ملف النّازحين بدل نغمة "العنصريّة" التي كانت ترفع بوجه كلّ من يطالب بإعادتهم. حتّى من صمتوا لسنوات حيال عبء النّزوح انضمّوا الى المُنادين بإلحاح تنظيم النّزوح وترحيل من هو غير مستحقًّ لصفة نازح أو من يسمّيه المجتمع الدّولي "لاجئاً".

فصحيح أن رئيس الجمهوريّة السابق ميشال عون حمل ملف العودة الآمنة للسوريين طيلة سنوات عهدِه إلى كلّ الجهات الدبلوماسيّة التي كانت تزور القصر الجمهوري، وصحيحٌ أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي انضمّ إلى هذه الوجهة قبل أشهر في موقف لافتٍ على هذا النّحو لأول شخصيّة سنيّة في موقع المسؤوليّة، لكنّ الملف لم يشهد يوماً على وحدةٍ مماثلة لكلّ القوى السياسيّة والمجتمعات المحليّة. من هنا كان السؤال البديهي حول أسباب هذه "الهجمة" والإندفاع في المطالبة بإعادة النّازحين إلى ديارهم.

يقول مصدر دبلوماسيّ مطّلع ل tayyar.org أنّ "لبنان تلقّف التبدّلات الإقليمية والتقاء المصالح الإقليمية والدوليّة المشتركة التي باتت تجد في النزوح ورقةً خاسرة. ففي تركيا التي تستعدّ لانتخابات رئاسية حامية، يُستخدم النزوح السوري كورقة ضغط في الحملات الإنتخابيّة بين حزب العدالة والتنمية من جهة والمعارضة من جهة أخرى. بالنسبة للفريقين، تشكّل هذه الورقة في سياسية أنقرة الخارجية أولويةً تُرجمت في أول لقاء رسمي منذ اندلاع الحرب السوريّة بين كلٍّ من وزير خارجية سوريا فيصل المقداد وتركيا مولود جاويش أوغلو في موسكو قبل يومين، حيث حلّ ملف إعادة النازحين إلى مناطق آمنة طبقاً رئيسيّاً نظراً لكلفته على الإقتصاد التركي. أمّا دول مجلس التعاون الخليجي وبعد خسارة ورقة إسقاط نظام الأسد، تبحث اليوم عن دورٍ سياسيًّ واقتصاديًّ لها في سوريا. من جهة تسعى هذه الدول إلى المشاركة في صناعة القرار السياسيّ عوضاً عن ترك السّاحة السوريّة خالية لإيران أو إبقاء المبادرة بيد دول الغرب . ومن جهة أخرى يبحث العرب عن مكاسب إقتصادية إن كان في إعادة إعمار سوريا أو عبر استخدامها كممرّ إلى البحر المتوسّط بعد تراجع دور لبنان نتيجة تدمير مرفأ بيروت، هذا فضلاً عن حاجة دول الخليج إلى النفط الروسي".

إذاً ما كان يستخدم سابقاً كورقة لِليّ ذراع الأسد عبر تجميع مجموعات معارِضة له في الخارج سقط اليوم مع صمود النظام، وتحوّلت الورقة إلى عنصر ضغطٍ على المجتمعات المضيفة التي تعاني من التضخّم المالي في ظلّ شحّ الموارد الأوليّة وارتفاع أسعار النفط . لكلِّ هذه الأسباب انتقل النقاش في الإقليم من "احتمال العودة" إلى "ضرورة العودة" بصورة إنسانيّة، أمّا في لبنان فالأرقام وحدها تتحدّث عن تداعيات النزوح الديموغرافيّة والإقتصاديّة والأمنيّة.

في الخسائر المباشرة وغير المباشرة تقدّر كلفة النّزوح على الإقتصاد اللبناني بقمية 59 مليار دولار منها 350 مليون دولار سنوياً في الكهرباء وحدها. في القطاع التربوي الرّسميّ وُجّهت أكثرية المساعدات الخارجيّة لدعم التلامذة السوريّين في لبنان الذي باتوا يوازون التلامذة اللبنانيين، عوضاً عن دعم البلد برمّته. المدارس الحائزة على أكبر حجم مساعدات هي تلك التي تستقبل أكبر عدد من النازحين السوريين، في حين أن عددهم يبلغ 178500 تلميذ سوري مقابل 208500 تلميذ لبناني. أما في الشق الأمني فتؤشّر الأرقام إلى أن الظروف الإجتماعيّة السيئة التي يعيش فيها النازحون باتت تشكّل خطراً على محيطهم وعلى المجتمعات المضيفة، إذ بلغ السجناء السوريون نسبة حوالى ال 30% من مجمل السجناء في لبنان بحسب أرقام وزارة الداخلية في حين تتحدّث أرقام أخرى عن قرابة ال 43% مع حلول جرائم السرقة في الصدارة.

هذه الأرقام هي غيض من فيض تداعيات النزوح السوري على لبنان وما على الدّولة سوى الإستفادة من اللحظة التاريخية الإقليمية للضغط باتجاه إعادة النازحين إلى بلادهم عوضاً عن تكرار أزمة اللاجئين الفسلطينيين والدخول عندئذٍ في معركة ثانية لمحاربة التوطين.

لارا الهاشم ,
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING
  • online ordering system for restaurants
  • The best online ordering systems for restaurants
  •