لو افترضنا ان التيار الوطني الحر قرر منذ خروج الرئيس ميشال عون من القصر الجمهوري في ٣١ تشرين الاول ٢٠٢٢ الامتناع عن دخوله في معركة تسمية خلفه واختار الذهاب الى جبهة المعارضة؛ ترى كيف سيكون المشهد السياسي آنذاك؟
كنا سنرى بالتأكيد تفشي حملات التخوين، والكذب، والشتم، والطعن في الظهر، والاتهامات العشوائية بين اعضاء الفريق الذي يدعي الثورة والسيادة وهو الغريب عنهما؛ واعضاء الفريق الآخر الذي يمثل خط الممانعة ويدعي محاربة الفساد كما وعد في السابق، فاذا به يتقهقر ويكتشف ان ليس لديه مانع التعايش معه.
كنا سنجلس في البرلمان ونتفرج بحسرة وسخرية على خلاف هؤلاء اعضاء" ومجموعات، وهم يتصادمون، ويفتحون خطوط هواتفهم النقالة مع الخارج، ويرفضون الحوار، ويبدلون تحالفاتهم، ويتشاوفون على بعضهم، ويتقاذفون الاتهامات، وفي نهاية المطاف يفشلون لانهم مسيرون، يرفضون الحوار، ولا حول لهم ولا قوة الا القبول بانتخاب رئيس كيف ما كان ابعد ما يكون عن مقولة صنع في لبنان.
من هذا المنطلق يأخذ شعار "لوحدنا" الذي اطلقه مؤخرا" التيار ورئيسه بعدا" استراتيجيا" وعمليا" قد يفتح فرصا" جديدة" مبنية" على هامش اوسع من الحرية ، وخيارات بالمفرق اكثر صوابية" مع الخصم والحليف، وقرارات رشيقة تزيد فعالية عمله.
"مكملين لوحدنا" شعار يأخذ العونيين الى عصب بدايات النضال وهذه خطوة ايجابية، ويفضح امام اللبنانيين اجمعين الهوية الحقيقية للمرتكبين والمعرقلين الذين تنمروا علينا واوصلوا البلد الى جهنم هم اهله ورعاته.
"مكملين لوحدنا" هو اخيرا" شعار كل الاوادم الذين سينتصرون حتما" مهما طال الزمن.