في بلد يعد من أصغر بلدان العالم والشرق الأوسط، يواجه مواطنين صعوبات يومية بسبب إنقطاع الكهرباء المتواصل، حيث تعود أزمة الكهرباء الى ما قبل عام الـ2000 وما زاد الطين بلّة الأزمة الاقتصادية التي عصفت في لبنان منذ 2019 والتي ترافقت مع أزمة شح في المحروقات.
ولأن الكهرباء تعد من أبسط مقوّمات العيش الكريم، تهافت اللبنانيون للبحث عن بديل للكهرباء التقليدية لتأمين الانارة والتسهيلات لمنازلهم وكانت احدى أبرز الحلول الإتيان بالكهرباء من خلال أنظمة الطاقة الشمسية أو ما يسمى بـ الكهروضوئية.
فما هي الطاقة الشمسية أي "الكهروضوئية"؟
تنتج الطاقة الشمسية عن التفاعلات التي تحدث على الشمس وتصل هذه الطاقة إلى الأرض بكميات ضئيلة بسبب وجود عدة عوامل تمنع الأشعة القوية من الوصول إلى الأرض كالغلاف الجوي ووجود الغيوم فيبقى من الضوء الذي يصل إلى الأرض 50 بالمائة و45 بالمائة من الأشعة تحت الحمراء وكميات أقل من الأشعة فوق البنفسجية، هذه الكميات قليلة ولكنها كافية لاستغلالها والاستفادة منها في الحياة اليومية كما يمكن تحويلها إلى طاقة حرارية أو كهربائية من خلال وحدات توليد الطاقة الشمسية.
ولكن على الرغم من التسهيلات التي قدمتها الطاقة الشمسية للمواطنين إلا أن البعض قد يواجه مشاكل قد تؤدي الى مشاكل في حال عدم تركيبها بشكل سليم، وفي ما يلي شرح مبسط لأسباب الحرائق المرتبطة بالطاقة الشمسية والتي في حال تنبّهتم لها يمكنكم تجنّب أي مشكلة:
خلل في العزل Insulation fault (مثل وجود جروح بين سلكين نتيجة الاجهاد الميكانيكي او تآكل العازل مع الوقت او تسرب ماء وغيره..)
2- الحمل الزائد على السلك overloading cables (مرور تيار لا يتحمله السلك)
3- التيار العكسي في اللوح الشمسي reverse current, الذي يحدث نتيجة قصر في الدائرة short circuit ( نتيجة ملامسة سالب وموجب اللوح الشمسي - او بسبب أي خطأ متعلق بالتوصيل faulty wiring)
ويحدث تأثير المصفوفات PV strings على بعضها البعض عندما يكون جهد الدائرة المفتوحة open-circuit voltage لأحدى السلاسل string مختلفًا بشكل كبير عن جهد الدائرة المفتوحة لبقية السلاسل المتوازية معها والمتصلة بنفس الانفرتر او المنظم او اين كان
بحيث ان ذلك يؤدي الى تدفق التيار من المصفوفات السليمة الى المصفوفة التي فيها الضعف بدلاً من التدفق إلى الانفرتر وتزويد المضخة او البطارية او الشبكة… بالطاقة المطلوبة .
ويمكن ان يؤدي التيار العكسي إلى ارتفاع خطير في درجات الحرارة و يسبب حرائق في المصفوفة الشمسية . لذلك يجب اختبار قدرة تحمل اللوح الشمسي وفقًا لمعيار IEC 61730-2 ويجب أن توفر الشركة المصنعة أقصى قيمة تيار عكسي (IRM).
ومن هنا تأتي اهمية اختيار جودة اللوح الشمسي، بالتزامن مع اهمية عمل الحمايات الكهربائية من "دايودات" وقواطع ومنظمات وغيرها.
من جهة أخرى، هناك بعض المخاطر التي عليكم أن تكونوا على دارية كاملة منها وهي:
1. تكلفة تركيب الطاقة الشمسية باهظة وذلك بسبب شمل التكلفة دفع ثمن الألواح الشمسية والبطاريات والأسلاك وثمن تركيبها أيضاً، ومع ذلك تتطور تقنيات الطاقة بشكل دائم مما يبشر إلى أن هذه التكلفة سوف تنخفض مع الوقت وتصبح أكثر توفراً (تبدأ الأسعار من 4000 دولار لتأمين ما يعادل من 5 الى 10 واط).
2. تعتمد الطاقة الشمسية على الطقس: تعتمد الألواح الشمسية على ضوء الشمس لتجميع الطاقة الشمسية بشكل فعال مما يبين أن كفاءة هذا النظام سوف تنخفض خلال الأيام الماطرة والمليئة بالغيوم.
3. لا طاقة شمسية في الليل: لا يمكن تجميع الطاقة الشمسية أثناء الليل لذلك يمكن أن يكون لبضع أيام غائمة تأثيراً كبيراً على نظام الطاقة الشمسية بالإضافة إلى أن تكلفة شراء بطاريات لتخزين هذه الطاقة مرتفع جداً.
4. مساحة كبيرة لتركيب الألواح: كلما زادت كمية الكهرباء التي تريد إنتاجها سوف تحتاج إلى المزيد من الألواح الشمسية من أجل جمع أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس، وبعض الأسطح المنزلية ليست كبيرة بما يكفي لتتناسب مع عدد الألواح الشمسية اللازمة لاستقطاب ضوء الشمس، ويكون البديل هنا هو تثبيت بعض الألواح الشمسية في الفناء وهذا يحتاج لمساحة واسعة.
5. الطاقة الشمسية تنتج بعض التلوث: على الرغم من أن التلوث المرتبط بالطاقة الشمسية أقل بكثير مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى كالوقود والفحم الحجري، إلا أنه يمكن أن يرتبط نقل وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية بانبعاث غازات الاحتباس الحراري كما أن هنالك بعض المواد السامة التي تنتج أثناء عملية تصنيع أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية والتي يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على البيئة.
6- يجب عليكم تغيير البطاريات خاصة بألواح الطاقة الشمسية كل خمس سنوات وهذه الأخيرة تكلفتها باهظة كما أنه لا يمكن التخلص منها بطريقة عادية مشابهة لباقي النفايات بل يجب ارسالها الى مصانع خاصة في إعادة تدويرها أو إعادة تصديرها الى الخارج.