A
+A
-كي لا نخسر الوطن
ما إن ينتهي جبران باسيل من تسجيل موقف خاص، أو تلاوة بيان اجتماعٍ ما، أو عقد مؤتمرٍ صحافي محدّد او إقامة مهرجان انتخابي. يبدأ الانتصاب السياسي لدى البعض بالظهور بعد أن كانوا يعانون طويلاً عجزاً وضموراً لم ينفع معه شلش الزلوّع ولو بأطنان.
شلًةٌ من السياسيين جاهزةٌ دائماً للرّد والكيل بمكيالين عن حقٍّ أو عن غير حق. ألمهّم أن تؤدّي قسطها للعلى وللأعلى شأناً ومرتبةً كونه القادر أن يرفع أصواتها عالياً أو يخفتها قسراً كما يرغب.
زمرةٌ حقودةٌ جاحدةٌ، تمتهن قلّة الادب والعيب واللسان السليط الذّي يفتقر إلى أدنى درجات الأخلاق والعمل السياسي التنافسي الشريف.
أوركسترا شتّامة من بعض المسؤولين تواكبهم حفنةٌ من الاعلاميين الموبوئين مهمّتهم نشر السموم وتزوير الحقائق وإثارة الفتن. همّهم الأساس كسر صورة جبران باسيل وقطع الطريق عليه في العمل السياسي حتى ولو على نطاقٍ ضيق.
قد لا يكون جبران باسيل ذلك الملاك الطاهر أو المسؤول المنزّه عن أي خطأ، لكنّه لا يشبهم بالتأكيد في الصورة او في المضمون.
مشكلة جبران باسيل مع هؤلاء أنّه ديناميكي نشيط، يعمل، يتعلّم، يستفسر، يطوّر ويتطوّر، وهم نقيض كل ذلك.
هم يستطيعون ان يكيلوا له الشتائم ويمتهنوا التنمّر عليه وعلى تياره، لكنهم لا يستطيعون ان يعيّروه او يعرّوه
من أخلاقه، لذا تبقى ردوده على تجنيهم في مستوى أعظم شأناً وأرفع دماثةً وأكثر علماً وموضوعيةً.
أهميّة جبران باسيل أنّه يستطيع أن ينجح بدونهم غير أنّهم يخفقون في الإستمرار السياسي بدونه فوجوده حجةٌ جيدة لبقاءهم في السياسة وفي الاعلام.
تفوّق جبران باسيل عليهم في أنّهم لم يفلحوا في أن يلبسوه ثوبهم العفن، وتمكّن اليوم ان ينزع عنهم رداء الأخلاق ويجرّدهم من ذرة كرامة يجب ان يتحلوا بها ولو قليلاً لربما تستر جزءاً بسيطاً من عوراتهم الكثيرة.
١٥ ايار ٢٠٢٢ استحقاق انتخابي مفصلي لجبران باسيل ولخصومه، فإما ان تكرّسه قاعدته الشعبية المخلصة لمسيرته ولمسيرة المؤسس العماد عون خصماً صعباً لهؤلاء سيبقى رابضاً على قلوبهم او يخسر معركته النيابية ويخسر الشعب معه صوتاً صارخاً في براري السياسة المظلمة ويفقد الشرفاء الأمل في التغيير والإصلاح الحقيقيين، سيّما وان الخوف الأكبر يبقى ان نخسر جميعاً الوطن في خضّم هذه المناكفات المجنونة