A
+A
-ما شككنا يومًا بمدى وفائكم للتيار الوطنيّ الحرّ، هذا التيار الذي وُلد من رحم جيشنا الوطنيّ يوم كان فخامة القائد على رأسِه يخوض معركة استرداد الوطن.
ولا تملّكنا خوفٌ من أنّكم ستتردّدون، أو ستتخاذلون من تلبية النداء بعد سنتين من التنمّر والشتيمة، والحرب الاعلامية الوسخة القائمة على تشويه الحقائق، وبثّ الاشاعات المُغرضة بحقّكم وحقّ تيّاركم الحرّ.
بالأمس أثبتتم للقاصي والداني، للجاهل والفاهم، للمتآمر وللوطنيّ الشرف الحرّ، أنّكم ثابتون على قناعاتكم، مُتجذّرون بحبّكم للوطن، ولعماده، أوفياء لشهداء 13 تشرين، وصامدون في مواجهة كلّ منظومة الفساد المدعومة من سفارات الخارج، لأنّكم أنقياء، أتقياء، شرفاء، أحرار.
مشهدُ الأمس قلب كلّ معادلاتهم، وخربط كلّ حساباتهم، وكشف كم أنّهم واهمون. وكم أنّكم امناء على الرسالة.
وهل يجرؤ أحدٌ غيركم؟
لا أحد غيركم أنتم...يجرؤ في ظلّ ألاوضاع الراهنة أن يجري اختبار الشعبية الوطنيّة والمسيحيّة. ونجحتم في الاختبار.
لا أحد غيركم أنتم ....يملأ الساحات بكلّ رقيّ، وحضارة، وتهذيب، وقد ملأتم الساحات.
لا أحد غيركم أنتم ....يستطيع أن يُضاهيكم في الوطنيّة،
أنتم أبناء جدعون الحقيقيّون، ومعكم سنُكمل معركة التحرّر من منظومةٍ بدأت تنهار، وما بقي علينا سوى الثبات والصمود أكثر لنقضي عليها، والنصر بات قريبًا.
ما ينتظرنا ليس سهلاً، وقد قالها العماد ذات يوم" دربكم صعب وشائق، وقليلون الذين يثبتون" وأنتم لستم بقليلين، أنتم شعب لبنان العظيم، بل أنتم أعظم شعب عرفه لبنان.
وهل بقي من كلام بعد مشهديّة ١٦ تشرين؟
هل لهم أن يعدّوا إن أمكنهم العدّ؟
لبنان الآتي هو أنتم، وعلى صورتكم كمثالكم،
بالامس، رأيت فيكم كهلاً يتمايل في مشيته مثقلاً بتراكمت السنين، لكنه أكثر ثباتًا في حكمة اختياره.
وشاهدت أمًّا تحتضن صورة ابنها الشهيد إلى صدره، فهو لا زال حيًّا بالنسبة لها، لأنّ التيار الوطنيّ الحرّ وحده لا زال يُقدّر تضحيته لأجل الوطن، لا بل يستمدّ من دمائه بخور صموده واستمراره.
وفرحت بشبابٍ يافعٍ لفتتني كثافة مشاركتهم، ليُثبتوا لجاهل حاقد قال: "أنّ التيار انتهى بانتهاء شبابه.. "
انتهى؟ يعني انتهى لبنان!
أنتم لبنان الغد وقد اخترتم حمل الشعلة عنّا،
اخترتم دربًا مُجلجلة بالمصاعب لكنّكم الأكثر أهلية لخوض غمارها.
أبناء جدعون الأوفياء، أيّها التيّارون
كنتم، وستبقون لبنان الحلم الآتي، ورفّة الأمل المُنتظر، ومهما طال ليل فجورهم، ستكونون أنتم فجر خلاص الوطن.