احتفل برنامج التنشئة على الأديان والشأن العام في لبنان في مؤسسة أديان بتخريج دفعة جديدة من الطلاب، حيث جرى توزيع الشهادات على المشاركين، في احتفال أقيم في حديقة فندق بوسانوفا في سن الفيل، في حضور رئيسة مؤسسة أديان الدكتورة نايلة طبارة والمدير التنفيذي للمؤسسة الدكتور إيلي الهندي ومنسق البرنامج الأب أغابيوس الكفوري، ومسؤولة قسم الأبحاث والتعليم الإفتراضي في مؤسسة أديان أنا ماريا ضو.
وكانت كلمة لمنسّق البرنامج الأب أغابيوس الكفوري استهلها بتقديم هذه الدورة " لروح أخي وصديقي ورفيقي وشيخي، دانيل عبدالخالق، الذي غادرنا إلى دنيا الحقِّ منذ حوالي الأسبوع، بعد صراعٍ طويلٍ وصعبٍ مع المرض، وقد كان نموذجًا إنسانيًّا وروحيًّا وفكريًّا ودينيًّا ووطنيًّا".
وقال "في كلِّ مرّةٍ أرفع الصوتَ لأقولَ تعبت، تحضيرًا لـ"أنا بريءٌ من دم هذا الصدّيق!" (أي، الاستسلام، بعبارةٍ أوضح!)، يطالعني أبطالُ وبطلاتُ هذه التنشئة، وغيرِها، وبالأخصِّ بَطلاتِ هذه السنة اللواتي يُجاهِدنَ دون مللٍ ولا كلل، مُقتَحِماتٍ ساحات المعرفة والتلاقي، باحثاتٍ سائلاتٍ مناقشاتٍ... فيُعطينني جُرُعاتِ تلك "الأمُّ مدرسةً إذا أعددتها أعدَدتَ شعبًا طيِّبَ الأعراقِ" .
اضاف "ليست الشهادةُ بشيءٍ، ولا الساعات التي قضيناها بشيءٍ، ولا الأوراق التي كتبتموها بشيءٍ. المهم الوحيد، والذي على أساسه تستمرّ هذه التنشئة منذ أحدى عشر سنة، هي شجاعة التعرّفِ على الآخرِ لنبذِ الأحكام المسبقة، والإيمانُ بحقِّ الآخر بالاختلافِ دون تكفيره، والقدرةُ على التعريف بالآخر بموضوعيّةٍ وكما يحلو له أن يُعرِّف هو عن نفسه، والجرأةُ على طرح الأسئلة والتشكيك وتحكيم العقل... بالمختصر قوام هذه التنشئة، أن نصبِحَ قادرينَ على الفصل بين النقاش العلميّ والنقاش الدينيّ والنقاش الإيمانيّ، وأن نعيَ أن الواحدَ لا ينفي، ولا يتعارَضَ مع الآخرَ!"
ثم كانت كلمة لرئيس مؤسسة أديان الدكتورة نايلا طبارة اشارت فيها على أهمية هذا البرنامج والمفاهيم التي يحملها، مشددة على "أهمية الحفاظ على الأمل على رغم الصعوبات التي تحيط بنا"، وقالت " لا بد من المحافظ على هذا الأمل المجنون، ونحن مستمرون في هذه المسيرة معًا، ونثابر معًا، محافظين على رسالة التنوّع والتعددية وقبول الآخر".
وألقت السيدة فيوليت الخوري المسن كلمة باسم الخريجين قالت فيها " عندما علم إبني الشاب أنني سأحصل على شهادة تخرّج من مؤسسة أديان، نظر اليّ باستغراب وقال من أين تأتون بالأمل؟. وهو سؤال جعلني للوهلة الأولى أنظر الى الواقع الذي نعيش. اذ نحن في بحر من العواصف المتلاحقة، ما ان نعي خطورة الوضع والمشكلة التي نعيشها، حتى نجد انفسنا مطمورين بمشكلة جديدة. ولكن، في المقابل، اجد نفسي في رحاب مؤسسة أديان، نؤمن بدورنا الريادي في حمل مسؤولية مجتمعنا الممزق، وكأننا في بقعة ضوء تنير عتمة هذه الأيام".
وفي الختام جرى توزيع الشهادات على الخريجين وانتهى اللقاء على أمل استمرار التعاون على كل ما فيه خير الإنسان والتعاضد الإنساني للخروج من هذه المرحلة الصعبة.