HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

حوار وحصار وانفجار... وكلام شيا يستوجب قرارًا جريئًا من لبنان (جورج عبيد)

28
JUNE
2020
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

"أليس الاعتداء على كرمة الناس عبر قطع الطرقات حربًا أهليّة؟ أليس الاعتداء على كرامة النواب حربًا أهليّة؟ أليس الاعتداء على المؤسسات العامة وحرق المتاجر جربًا أهليّة؟ ومحاولة الاعتداء على حياة الناس أليست حربًا أهلية"
(نائب رئيس المجلس النيابيّ إيلي الفرزلي خلال مداخلته في الحوار الوطنيّ)


التساؤلات التي طرحها صديقي الحبيب نائب رئيس المجلس النيابيّ إيلي الفرزلي جاءت في وقتها. ذلك أنّ ما نعيشه يقسّم إلى قسمين:
• حرب مالية واقتصاديّة تخوضها الولايات الأميركية المتحدة بصورة مباشرة وشرسة على لبنان، وهل تواجه بها إيران وروسيا، وتعمل على نزع سلاح الحزب، وتصرّ على خنق سوريا من لبنان.


• حرب أهليّة بالمقياس والمعيار اللذين ظهرا في كلمة إيلي الفرزلي، وتدور تلك البلد في لحظة انقسام لبنان عموديًّا وانشطاره أفقيًّا، وهذا أخطر ما يعيشه لبنان في تماسك الحربين وتجانسهما على هذا البلد وفي داخله.


رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون (جبل بعبدا)، وضع إصبعه بصورة مباشرة على الجرح، حين قال وأشار بأنّ الخارج يتحرّك في الداخل ويحرّكه. نحن وبهذا المعنى أمام توصيف واحد أضاء عليه رئيسا الجمهوريّة والحكومة الدكتور حسان دياب، ولم يبارحهما في التوصيف عينه نائب رئيس المجلس النيابيّ إيلي الفرزلي ومعهما حتمًا النائب محمد رعد في الإضاءة على أسباب الأزمة. القراءة الاستراتيجيّة جامعة وموحّدة وهي عبّرت عن التماهي بين الخارج والداخل في افتعال الأحداث وقيادة البلد نحو الفتنة.


بهذا المعنى الظاهر، إنّ الحوار الذي حصل في بعبدا، وقاطعته قوى تحرّكت وتتحرّك في الفلك الأميركيّ، كشف وبواقعيّة مطلقة، بأنّ الأدبيات الأميركيّة احترابية بامتياز على الأقلّ من باب رفض المشاركة. فالسفيرة الأميركيّة دوروثي شيا في لبنان ومايك بومبيو وديفيد شينكر وجيمس جيفري المسؤول عن الملفّ السوريّ مصرّون حتّى النهاية على محاصرة لبنان وسوريا وتجويعهما. كانت الأدبيات الأميركيّة سابقًا تعتمد على البوح، وفي والزمن الحاليّ باتت تعتمد على القول والفعل، في السابق كانت المقول الأميركيّ بخلاف مع الرؤية لكونها ورقة مضمرة، أما في الواقع المعيش بالمقول يعبّر عن الرؤية ولا يجافيها. بمعنى أن الأميركيين ماضون حتى النهاية في:


1. منع شعب لبنان من التمتّع بحياة كريمة والضغط بقوّة حتى يذعن للمطالب الأميركيّة بلا تعديل ولا تفاوض على أية نقطة من نقاطها.
2. تطويق لبنان وسوريا والعراق، آخذين دور حزب الله كحجة لهذا التطويق من بعدما ساهمت بندقيّته في التحرير من القوى التكفيريّة وإعادة سوريا على وجه التحديد إلى طبيعتها.
3. الضغط على الدولة اللبنانيّة لسحب سلاح حزب الله، وقد أعلن الأميركيون ذلك جهارًا بلسان شينكر وشيا، على طريقة المقايضة، تسحبون السلاح فتتوقف الحرب.
4. فكّ الارتباط بين لبنان وسوريا عن طريق تجسيد مبدأ النأي بالنفس. وهذا المبدأ كقاعدة يصلح إذا ما جاء المراد صادقًا، بمعنى تحييد لبنان عن: صراع المحاور العربيّة-العربيّة، والعربيّة-الإيرانيّة والإيرانيّة-الأميركيّة، والأميركيّة-الروسيّة، من دون حياده عن الصراع العربيّ-الإسرائيليّ. لكنّ مبدأ النأي بالنفس بحسب ما يراد له يتجسّد بفصل لبنان عن سوريا والعراق وعن الصين وروسيا ووضعه تحت الإدارة السعوديّة-الإماراتيّة برعاية أميركيّة ورضى إسرائيليّ ونزع سلاح حزب الله. اي سيؤول فيما بعد إلى لغة فتنويّة قاسية داخل المدى اللبنانيّ.
الأميركيون بهذا المعنى يطلبون فتنة. ذروة الطلب جاء في حديث السفيرة شيا بتشدّد وتطرّف واضحين، ظهرا في الإملاءات المتعمّدة على الحكومة اللبنانيّة. ليس صحيحًا على الإطلاق بأن الحكومة اللبنانيّة بعد قرار القاضي محمد المازح قد قدّمت اعتذارًا للسفيرة الأميركيّة كما هي أعلنت أمس لشاشة الMTV بدليل أنّ وزير الخارجيّة اللبنانيّة ناصيف حتّي دعا السفيرة شيا إلى وزارة الخارجيّة بهدف تنبيهها وإنذارها بسبب تدخّلها بالأمور اللبنانيّة الداخليّة بطرائق فظّة وفجّة بلغت حدود الوقاحة التي لا تطاق وهي مرفوضة في جوهر العلاقات الدبلوماسية بين الدول كبيرة كانت أو صغيرة. وبرأي متابعين دبلوماسيين فإن سياق التخاطب الذي أظهرته دوروثي شيا مع اللبنانيين ومع الدولة اللبنانيّة، تستوجب فعلاً يفوق التنبيه والتوبيخ والإنذار باتجاه أخذ القرار بطردها من لبنان وإغلاق السفارة الأميركيّة في لبنان وسحب السفير اللبنانيّ من واشنطن. لم يتوقف حدود كلامها عند حدود التقييم السياسيّ، بل ذهب نحو الاعتداء الدبلوماسيّ المباشر والسافر على لبنان وشعبه وحكومته ورئاسته.
وفي سياق مرتبط، استغربت مراجع مسيحيّة محايدة وبعيدًا عن أيّ اصطفاف موقف البطريرك المارونيّ بشارة الراعي في دفاعه عن دوروثي شيا. وتساءلت:


• هل يرضى غبطته بأن يتحول حديث السفيرة إلى إذلال بحقّ الشعب اللبنانيّ؟ يا صاحب الغبطة السفيرة شيا لم تدلِ بحديث تقييميّ وتحليليّ، بل كانت توبّخ بقوّة وشدّة وتهدّد وتتدخّل بما لا يعنيها.
• ألم يكن دفاع غبطته عن رياض سلامة تماشيًا وتماهيًا مع الرؤية الأميركيّة؟ وقد بات معلومًا أن البطريركية المارونيّة مع البطريرك الراعي تنطلق في الهجوم على العهد والسلطة القضائيّة والحكومة لإرضاء الأميركيين أو بطلب منهم.
• لماذا غبطته حين كان فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون يتعرّض لهجوم موجع وجارح من الآخرين، لم يقم بالدفاع عنه على اعتباره الرئيس المسيحيّ-المارونيّ الوحيد في دنيا المشرق والعرب، فيما سمح لنفسه بالدفاع عن حاكم مساهم في خراب لبنان وتدميره وعن سفيرة تتعاون والحاكم في إفلاس لبنان وضربه وبخاصّة في تهشيم العهد وتجويفه، وأخذ لبنان نحو فتنة مذهبيّة خطيرة كادت أن تنفجر تباعًا؟
القاضي محمّد مازح اعاد الاعتبار للكرامة اللبنانيّة شاء الكارهون أو أبوا. ساترفيلد، شينكر، بومبيو، ريشارد، شيا، جيفري، كوشنير مع شياطينهم وأبالستهم يتمايلون في ليل الجحيم الهالك، ويمنعون لبنان من السطوع والحياة الكريمة، ويستهلكونه في تطويق سوريا.
ماذا يريد الأميركيون بوضوح تام؟


1. يريد الأميركيون البلوكين 9 و10. لقد باحوا غير مرّة بأنهم يريدون عدم التنقيب فيهما حتى البلوغ نحو تسوية ترضي إسرائيل أكثر من لبنان.
2. يريد الأميركيون الاستثمار في القطاع النفطيّ اللبنانيّ-السوريّ-العراقيّ ويعملون على جعل مسألة الاستثمار شرطًا اساسيًّا في نضوج أيّة تسوية ممكنة. هذه مسالة حساسة تصب في مصلحة الحفاظ على المصالح الأميركيّة في المنطقة ولبنان المدخل الاستراتيجيّ للحفاظ على منظومة المصالح الخاصّة بهم.


3. يريد الأميركيون دمج النازحين السوريين في لبنان بصورة نهائيّة وجذريّة وتوطين الفلسطينيين. وفي رسالة أرسلها جاريد كوشنير للملك الأردنيّ عبدالله بن الحسين، أعلن بأنّ الولايات الأميركيّة مستعدّة لدفع ديون لبنان الداخليّة والخارجيّة البالغة ما يقارب 100 مليار دولار أميركيّ، شرط القبول بتوطين الفلسطينيين وإنهاء الحرب مع إسرائيل.


4. يريد الأميركيون اللعب على وترين متناقضين، وتر الفتنة الطائفيّة والفتنة المذهبيّة. ووتر تسوية تحاول تسويق أحمد البعاصيري تحت وابل الضغوطات الهائلة رئيسًا لحكومة "تسووية" يحاولون الإيحاء بأنّها جاهزة إذا قبل الإيرانيون والروس بمنظومة مسلمات ساهمت بأخذ العراق إلى منحى تسوويّ، فلم لا يكون لبنان ساحة للتسوية عينها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التسوية التي جاءت بمصطفى الكاظمي في العراق قد اهتزت بعيد تحرك الأتراك نحو العراق، فأحمد البعاصيري شخصيّة مختلفة عن مصطفى الكاظمي القريب من الحشد الشعبيّ العراقي، في حين أنّ البعاصيري سيواجه بمجموعة فيتوات تأبى ترشيحه لهذا الموقع.
في ختام تلك القراءة، لا بدّ من القول بأنّ كلمة فخامة الرئيس حملت دلالات عميقة يفترض بالجميع الانتباه إليها. وعلى هذا لا يمكن للبنان أن يقبل بسفيرة تفرض إملاءاتها بفجاجة وتحريضها الفتنويّ، حتى لو بلغ الأمر حدود طردها... لبنان ليس منسلخًا من وجود، كرامته من كرامتنا نحن الذين منحنا إياه الرب عطية مباركة لنفرح به ونتنعّم بكل جمال فيه ونقيم الحقّ على أرضه. ولا بدّ من زيارة سوريا والتوجّه نحو الشرق للحفاظ على لبنان وحتى لا يجوع أهلي ويموتوا في ظلام الليل.

جورج عبيد ,
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING
  • online ordering system for restaurants
  • The best online ordering systems for restaurants
  •