HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

لماذا الوزير جبران باسيل تحديدًا؟ (بقلم د. جيرار ديب)

4
JUNE
2020
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

بقلم  د. جيرار ديب -

 كلما تسمعون هذه الهجومات علينا، عليكم أن ترتاحوا فنحن بألف خير وهناك أمامنا "عصفورية" جنت ولا يمكنهم أن يبتزوا بشيء... عبارات أطلقها الوزير باسيل في معرض الهجوم على الخصم، ولكن بطريقة الدفاع الناعم، وبابتسامته التي باتت تؤرق من باتت عروشهم تهتزّ، واقطاعياتهم تتهواى.


المهندس جبران جرجي باسيل إبن البترون، الحائز على ماجسيتير في المواصلات عام 1993، ووزير خارجية لبنان منذ عام 2014 إلى عام 2019، والمالئ الدنيا وشاغل الناس.


عَرف الوزير باسيل، صهر العهد القوي، كيف يصل السطح سريعًا. قال أستاذ اللغة العربية للفيلسوف اللبناني، جبران خليل جبران، أن صعود السطح يكون عبر تسلّق الدرج درجة درجة، بينما النسور تصلها محلّقة. هكذا فعل الوزير باسيل، كالنسر حلّق عاليًا، دون أن تصيبه سهام مصطاديه، وما أكثرهم.


الجميع يعلم، حجم الهجوم الذي يتعرّهض له باسيل. ويعلم أيضًا، مدى الحقد الذي يكال لهذا الشخص، الذي جلّ ما فعله، أنه طبّق مبادئه الوطنية بصدق في ممارسته السياسية. هذا الأمر، سبّب قلق عند الآخرين، المعتادين على ممارسة السلطة عن طريق تضخيم "الأنا"، وإطلاق العنان لرغبة التحكم بمفاصل الحياة السياسية والعامة. هذا ما أوصل البلد، إلى ما وصل إليه، من فساد ونهب وإفلاس. لذا، حاول حراك 17 تشرين الأول، تحميله تراكمات سياسات، وسلطات، تمرّست في البلاد فحكمته من ألفه إلى يائه.


منذ 2009 إلى اليوم، والوزير باسيل يتصدر الإعلام، فلا تكد تسمع خطاب سياسي، إلا وتسمع بين الكلمة والأخرى، إسم جبران. هل سيصمد ذلك الوزير أمام الهجمة الشرسة المبرمجة ضدّه بهدف تحجيمه؟ أم سيقلب الطاولة، كما ذكر في خطابه الشهير في ذكرى 13 تشرين الأول، على الفساد والمفسدين وينقذ البلد؟


يتمتّع الوزير باسيل بفكر براغماتي، يجعله من سياسيي الدرجة الأعلى. إذ هو قادر على الصمود في وجه التحديات، فما حصل في خلافه السابق مع الرئيس، الأستاذ نبيه بري، بعد تسريب الفيديو، كان أكثر من واضح. إضافة إلى امتلاكه قدرة على المناورة، وتخطي الصعاب، فبرهن هذا في وزارة الخارجية، فمن جهة كان المدافع الأول عن عودة سوريا، إلى جامعة الدول العربية. وفي الوقت عينه، استطاع محاورة الأميركي والغربي دون أن يضع لبنان في محور دون آخر.


استطاع الوزير باسيل، تغيير اللعبة الداخلية في لبنان، وهزّ عروش الكثير من الزعامات التي نامت على اقطاعية السيّد المستبد. لم يستخدم الحرب، ولم يلجأ إلى التحدي والمبارزة. بل جلّ ما فعله، أنه عمل بصمت، على تحقيق الإنجازات، من خلال الوزارات التي استلمها، بحيث أصبحت كل وزارة، يحلّ فيها وزيرًا، سيادية وأساسية، ومطلب الأفرقاء في استيلامها.


حارب على مختلف الصعد، في داخل الحزب، ولم يزل. وما صورة العميد شامل في السعي لتأسيس حزب، إلا وتعبير حقيقي عن جديّة التحدي. إضافة الى تهجم الكثير من الإعلاميين، والسياسيين، عليه. وإنّ التصويب بالمباشر على شخصه، من قبل الحراك، هو عمل مبرمج هدفه إبعاد الوزير عن الطموح الرئاسي.


تحديات الداخل لم تكن بالسهل المرتجى، فسهام القريب أقسى من البعيد. أما تحديات الخارج فحدث عنها ولا حرج. فبالأمس القريب دعا الوزير السابق سليمان فرنجية الرئيس عون لقتل صهره على غرار صدام حسين وموسيليني، رغم أنه وضعها لاحقًا في باب المزحة السمجة. إضافة إلى فريق معارض لا يتوانى عن استخدام الشائعات والتضليل الإعلامي، بهدف تشويه الصورة ضمن حرب لا هوادة فيها.


لقد عمل الوزير باسيل على تعرية المسؤول الأخر، بالعمل، والنجاح المستمر. هذا ما صبّت عليه، نار الحقد، والتهجمات، لأنّهم اعتبروه أنه جاء ليلغي الأخرين. لقد أطلق هذه العبارة وليد بيك في مرحلة الإنتخابات النيابية السابقة، وغير البيك، لا سيما الحكيم، وكيف لا وهو الذي شعر بأنّ ما فعله في تاريخه الطويل، أصبح ليس أكثر من وهم.


لا يفاجئنا موقف الإشتراكي في التحامل على الوزير باسيل، لأنهم يجدون فيه الرجل الأقوى للعهد. فالتقدمي تاريخيًا كان في موقف الهجوم على الرئيس القوي، منذ عام 1958 وأزمة الرئاسة مع كميل شمعون ورفض التجديد. فجبران باسيل، يمثل المشروع الأقوى للرئاسة بكافة المعايبر.
في الصفً المسيحي، الغيرة باتت واضحة. رغم أنّ الوزير باسيل، لم يشعر إلا الآن بمنافسة قوية له. في حين أنّ الآخرين، لم يتوانوا عن فعل المستحيل حصاره، واصطياد ذلك النسر الطائر، حتى لو كلّفهم هذا تدمير الهيكل. فقد ركوبوا الحراك، الذي أدى إلى ضرب الاقتصاد، بهدف التضييق على العهد، وفرملة دعمه الذي بات علنًا لباسيل.


أخيرًا، لن يتوانى الوزير باسيل، في السير بمساره الإصلاحي. فهو يحمل مسؤولية تيار استلمه من أسطورة صنعت التاريخ، ووصلت إلى رئاسة الجمهورية. فلن يقبل باسيل بضرب العهد، ولا حصار التيار، ولا حتى أخذ البلد نحو الهاوية. فالأيام ستكشف أكثر شخصية هذا الرجل، المجبولة بالعناد الوطني، والحالمة بلبنان الأفضل.

MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING
  • online ordering system for restaurants
  • The best online ordering systems for restaurants
  •