HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

تسلحوا بتاريخكم - بقلم كريس جبّور (تشوبوريان)

13
APRIL
2020
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

بقلم كريس جبّور (تشوبوريان) -

١٣ نيسان ١٩٧٥، اليوم الذي غيّر مجرى الأحداث ليؤثر على ٤٥ سنة من تاريخ بلادنا و لا أحد يعلم متى ستنتهي آثاره... ظهرت الميليشيات و ما زالت قائمة... نعم انتقلت من البربرية و الوحشية في القتال إلى الطمع و الجشع في الفساد، لكنها تبقى ميليشيات.


متى سينهض بلدنا؟ و متى سنطوي صفحات الحرب الأهلية الملطخة بالدماء؟
الجواب بسيط: عندما يتثقف اللبنانيون عن تاريخ بلادهم فلن يكرروا بعدها نفس الأخطاء و لن يصفقوا لقتلة و لن يجعلوا من مجرمين زعماء لهم...
يتعلّم الولد في المدارس اللبنانية عن المماليك و الأمير فخر الدين و الحربين العالميتين... بدون شك تلك الصفحات مهمّة لكن تلك الحقبة انتهت و وضعنا اليوم ليس بسبب خطأ ارتكبه الأمير أو القائمقام أو الباشا بل بسبب شخص حرّك بطرف بندقيته طائفة بأكملها فجذّر الطائفية في نفوس الللبنانيين و بسبب شخص اشترى ناخبيه بماله فعوّد بعض اللبنانيين على بيع أنفسهم فدى الزعيم. ألم يحن الوقت لتطوير مناهجنا التربوية و خاصة فيما يخص مادة التاريخ؟

معرفة تاريخ بلادنا من ركائز بناء مجتمع واعٍ و وطن متطوّر... فكيف نطلب من شخص قراءة كتاب مع بعض الصفحات الممحية أو كيف نطلب من شخص مشاهدة فيلم و تخطي فصل بأكمله؟


سيصل إلى الفصول الأخيرة و في ذهنه قناعة خاطئة، فسيجعل القاتل المجرم بطلاً و الضحية البريئة شيطانًا متمرّدًا. أمّا عندما سنطلب منه كتابة جزء ثانٍ و إكمال القصة فسيبني مجرى الأحداث على أفكار خاطئة... و السبب؟ لأنه أغفل أهم فصل من الكتاب أو الفيلم.
هذا ما يحدث مع اللبناني اليوم!


يلد الجيل الجديد و يختار الطريقة الأسهل: مساءلة الأهل تحت شعار "إسأل المجرب و لا تسأل حكيم"
لكن إذا كان المجرّب هو القاتل هل سيعترف بإجرامه و بأخطائه؟ فكيف إذا كان من هؤلاء الذين لا يخطؤون، من هؤلاء الذين يعتبرون القضاء المستقل انتصر إذا أتى الحكم في مصلحتهم و القضاء فاسد إذا أتى الحكم ليدينهم، من هؤلاء الذين وجدوا تبريرًا لكل مجزرة ارتكبوها و لكل طعنة طعنوها بضهر أخيهم.


سيتربّى الولد على إنتصارات والده الدونكيشوتية "بيّي هيدي المعركة أنا كنت قائد الفرقة قتّلناهن كلّن لهل..." "بيّي لو ما خلصنا منن بهل مجزرة كانت طائفتنا اختفت من الهويات" "بيّي لو ما نحن ما كان في اليوم شي اسمه لبنان اليوم"
بدل من أن يتربّى وفق الأسس التربوية الصحيحة، عبر الكتب و الوثائقيات، ليكوّن فكرة موضوعية.


طبعًا سيتطلب ذلك وقتًا أكثر لكن:
- ستعلم أن مَن حارب يومها بالسلاح ضد الفلسطينيين لم يشعر بضرورة المحاربة للعمل على إعادة مليوني لاجئًا قبل أن تستخدمهم الدول الخارجية كورقة ضغط أو حتّى لمنع استخدامهم يومًا ما بتسليحهم فنعود حينها إلى ١٣ نيسان...
- ستعلم أن تدخل الدول في أصغر تفاصيل حياتنا السياسية و منها تحريك الشارع ليس مجرّد نظرية مؤامرة بل واقع نعيشها حتّى يومنا هذا.
- ستعلم أن مَن أقنعك بتبريرات سخيفة عن إرتكابه مجازر بحق الإنسانية، يحاول اليوم إقناعك أن ٣٠ عامًا كانت صفحات بيضاء من تاريخ لبنان و خالية من أي فساد، و أتت تلك الحكومة و أصبحت بقعة سوداء في آخر تلك الصفحات...
- ستعلم أن بعض زعماءنا وقحين لدرجة أنهم قتلوا القتيل و مشوا بجنازته، فهجّروا أبناء البلدة و استلموا بعد الحرب وزارة المهجّرين ليعيدوهم...
يراهن أمراء الحرب على ذاكرة اللبناني الضعيف تحت حجّة "عدم فتح قبور الماضي"... فلماذا لا نهزمهم بثقافتنا؟

MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING