عزيزي الشيخ سامي، لقد قرأت رسالتك إلى فخامة الرئيس ميشال عون، وأنا لا أشكّ في نواياك الصافية وحرصك على لبنان، لا بل أقدّر كلماتك الصادقة، لكنه ربما فاتك أنّ بلدنا طائفي بإمتياز، وأن المعادلات المذهبية لا يمكن تجاهلها، ريثما تنضج الثقافة اللبنانية وتتخظّى الحواجز والتوازنات الطائفية، لبلوغ الدولة المدنية التي ينادي بها أكثرية الشعب اللبناني دون الإلتزام بها، لأسباب كثيرة منها تجذّر الطائفية في النفوس قبل القوانين والدستور.
تطمحون كما نحن لبلد أفضل وحكومة إختصاصيين تعمل على إنقاذ لبنان من براثم الكارثة الإقتصادية التي باتت قريبة جداً إن لم يتمّ تلافيها بحكمة ومسؤولية، وهذا أقل الإيمان لأي مواطن حريص على بلده، لكن التعاطي بهذا الموضوع بمشاعر ولو كانت صادقة لا يكفي، لأن الواقعية ضرورية للنجاح في هذا الملّف ونحن في وقت دقيق وتاريخي، إما ان ننجح معاً، وإما ان نسقط معاً.
لقد كنتم دائما ودوماً المدافع الأول والدعم الأول لموقع الرئاسة الأولى، وأنا ما زلت عند رأيي وأملي بعودتكم إلى هذا الموقع التاريخي والمشرّف لحزب الكتائب، لذا إقبلوا تمنّياتي بإضافة الواقعية السياسية إلى رؤيتكم البنّاءة، واشبكوا أيديكم بأيدي الرئيس وأيدينا لنتعاون جميعاً كمواطنين مسؤولين لنصل وأولادنا إلى برّ الآمان،ففي مثل هذا الوقت لا توجد مساحة للتمريك السياسي أو الشعبي، فلا الظرف ملائم ولا المخاطر الإقتصادية التي تتربّص في البلاد والعباد تتيح لأي فريق تسجيل النقاط.
لولا علمي لإنفتاحك على الرأي الآخر لما كلّفت نفسي بمخاطتبتك، ولولا محيت مشهد حادثة بكفيا المؤسفة من ذهني لما كنت آمل أن تقرأ هذه الرسالة، وكلني ثقة بالتواصل الإيجابي والحوار البنّاء، خصوصاً في هذا الظرف العصيب والمليء بالتشنّجات.
ولكم مني كامل المحبة والإحترام