HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

ما حصل في الجبل نتيجة إفلاس سياسيّ، وباسيل بقي المنتصر (بقلم جورج عبيد)

3
JULY
2019
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

بقلم جورج عبيد -

عاب بعضهم، على الوزير جبران باسيل، وخلال كلمته في قداس التوبة في دير القمر، استذكاره للأحداث الطائفيّة التي عصفت في الجبل منذ سنة 1840 إلى سنة 1860 وصولاً إلى 1983 مرورًا بأحداث سنة 1978 عقب استشهاد الزعيم والمفكّر كمال جنبلاط، وقد اعتبره باسيل شهيد لبنان واللبنانيين. من عاب عليه هذا الاستذكار لم يفهم المعنى من الفحوى الظاهر، ذلك أنّ جبران شاء أن يقول للمشاركين في القداس الإلهيّ في كنيسة سيدة التلّة آنذاك وعلى رأسهم النائب السابق وليد جنبلاط ما ثبّته مرّة السفير عادل إسماعيل في كتابه وثائق دبلوماسيّة، بأنّ ما من حرب حصلت في لبنان إلاّ وكانت خلفها أصابع الأجنبيّ. هل يمكن لقارئ سياسيّ مثقّف أن يتنكّر لهذه الحقائق بوثائق ثابتة ودامغة؟ ثمّ أردف باسيل قائلاً وبوضوح تامّ: "كلّ المستشرقين الذين زاروا هذه المنطقة لم يميّزوا بين مسيحيّ ودرزيّ، لا في الشكل ولا في المضمون"، وقد رام بهذا الاستشهاد أن يظهر أهميّة النسيج الرائع الجامع بل الموحّد بين المسيحيين والدروز في الجبل، وقد كان تاريخيًّا لبنان الصغير، حيث من رحمه ولد لبنان الكبير. ثمّ أكّد عليه في متن الخطاب قائلاً: "العودة السياسية تحققت في الانتخابات الأخيرة، وأن وحدة الجبل أساس لوحدة لبنان، لكن وحدتنا في الجبل، لا تعني الانعزال والانغلاق عن الآخرين في الجبل"، معتبرا أن "لا مصالحة بلا معرفة الحقيقة، ولا ينبغي أن تهتز المصالحة إذا اختلفنا في السياسة حول مواضيع مثل الفساد والكهرباء". هل في هذا الكلام عيب حتى تنطلق أبواق متوتّرة ومهدّدة ومعتبر بأنّ الدروز هم حكّام الجبل الأساسيون، والجبل خصوصيّة درزيّة. مشكلة من انتقد جبران في دير القمر، ليس باستذكاره التاريخ بل قوله حرفيًّا وهو على حقّ: "عندما نتحدث عن المصالحة نتحدث عن الحقيقة وهي تقتضي مصارحة بعضنا البعض ولا عودة عن ذلك في أي خلاف سياسي ، فالمصالحة القوية التي تكون بين الناس هي التي لا يستطيع أن يستغلها السياسيون ، ولا مصالحة من دون معرفة الحقيقة التي تريح الناس، ويبقى ان يكون للجبل خصوصيته وهي ليست مسيحية بمنأى عن الدروز ولا درزية بمنأى عن المسيحيين". مشكلة من انتقد جبران في هذا الخطاب بأنّه أعاد للجبل خصوصية اللقاء المسيحيّ-الدرزيّ والعيش الواحد بين المسيحيين والدروز ضمن كرامة واحدة وجامعة، بخلاف ما رنا إليه بعضهم وصبا، وهو أن يكون الجبل خصوصيّة درزيّة. لبنان الصغير خصوصيّة الشراكة المسيحيّة-الدرزيّة كما أنّ لبنان الكبير خصوصيّة الشراكة الميثاقيّة بين المسيحيين بمذاهبهم كافّة والمسلمين بمذاهبهم كافّة، بعيدًا عن كلّ هوى وهوس.

هذا البعض عينه عاد وعاب على الوزير جبران باسيل في خطابه في كنيسة القديس أنطونيوس الكحالة استذكاره للمعارك في سوق الغرب والكحالة وضهر الوحش. من قرأ خطابه بقلب واسع وعقل منفتح وجد ما لم يجده الآخرون من شوائب تحوّلت فيما بعد لنوائب. جبران متجلٍّ من مدرسة العماد ميشال عون الذي قاتل في سوق الغرب تحت عنوان المحافظة على الشرعيّة وعدم سقوطها. غير مرّة كان لوليد جنبلاط أن يتكلّم على معركة سوق الغرب حتّى بعد المصالحة ولم تقم القيامة وتقعد. لقد قال الرجل، إنّ المعركة في هذا المحور كانت للحفاظ على الدستور والشرعيّة، ونحن اليوم نعمل للمحافظة على الدستور والشرعيّة ونمدّ أيدينا إلى الجميع من أجل هذا الهدف فأين العيب في ظاهر الكلام أو باطنه؟ وأكّد بأنّ الكحالة كما كانت قلع للصمود فهي جسر للتلاقي بين الجميع ومدخل إلى الجبل والبقاع وإلى ما بعد البقاع أي إلى دمشق، فأين العيب في قوله هذا؟ وهو صاعد إلى الجبل ليمدّ يد المحبّة إلى جميع المكونات الطائفيّ والمذهبيّة والحزبيّة من دون استثناءات. ثمّ أكمل الرجل جولته إلى بلدة بدغان بالقرب من بلدة صوفر، حيث استقبله الإخوة الموحّدون وعلى رأسهم المشايخ الأفاضل بسرور كبير، وافتتح في البلدة مكتبًا للتيار الوطنيّ الحرّ أسّسه وعمل عليه سلطان فياض عضو مجلس قضاء عاليه في التيار الوطنيّ الحرّ، ليخرج جبران بخطاب ما حرفيّته: "أشكركم اليوم في هذه البلدة لأنكم باحتضانكم اليوم للتيار الوطنيّ الحرّ تؤكّدون على معنى لبنان وتمايزه وأهمية الجبل، التيار يؤكّد بوجودكم على أنه تيار وطنيّ، لا يتكلّم في الوطنيّة بل يمارسها... ثمّ أكّد على منطق الشراكة وفلسفتها بين المسيحيين والموحدين في الجبل، والعمل على تطويره سياحيًّا وإنمائيًّا داعيًا المصطافين والسوّاح لتمضية عطلة الصيف في فنادقه والتمتّع بطبيعته الخلاّبة، مؤكّدًا بأنّ التيار الوطنيّ يجلب معه إلى الجبل كلّ الخير والمحبّة". فأين هو العيب وأين هو الاستفزاز كما توهّم بعضهم؟ من خطاب دير القمر في الشوف إلى الكحالة وبدغان وضعوا الرجل هدفًا، ولم يتعاطوا معه كمعطى سياسيّ منفتح وعابر للطوائف وقابل للحوار؟ ألم يؤسس لعلاقة استراتيجية مع حزب الله توجتها ورقة التفاهم بينهما، ألم يؤسّس لعلاقة مع القوات اللبنانيّة رنا غير مرّة إلى استمرارها وليس إلى إبطالها، ألم يؤسّس لشراكة سياسيّة مع تيار المستقبل كوّنت العهد ببعده الداخليّ التسوويّ العميق؟ فكيف ينعت بالطائفيّ، أو يتهم بالتحريض الطائفيّ؟!، ألم ينظرى في دير القمر إلى وليد جنبلاط متمنيًّا البلوغ معه ومع الحزب التقدميّ الاشتراكيّ إلى تفاهم متين يؤسّس لتحالف حيّ؟ إذًا اين التحريض الطائفيّ في هذا الكلام دلّونا عليه بربّكم؟

بعد زيارته إلى بدغان اتجه وصحبه إلى دير السيدة للآباء الأنطونيين في شملان حيث أقامت منسقيّة قضاء عاليه برئاسة المحامي أنطوان فرنسيس مأدبة غداء على شرفه في باحة الدير، وكان مقرّرًا أن يكمل جولته إلى بلدة كفرمتّى ليؤكّد المحبّة الجامعة لأهلها على مختلف مشاربهم ومخاطبة شباب التيار في مخيمهم قبالة كنيسة مار الياس فيها، ومن ثمّ الاتجاه إلى كنيسة مار الياس منصوريّة بحمدون والقماطيّة وخلدة، وكان ما كان...

لقد سقط شهيدان كانا برفقة الوزير صالح الغريب، الذي زار نظيره جبران باسيل في الدير مع الوزير الياس بو صعب والنائب سيزار أبو خليل وآخرين... السؤال المطروح ما كان القصد من هذه الجمهرة المسلحة بين قبرشمون والبساتين وكفرمتّى بأسلحة واضحة للعيان؟ أحد نواب الحزب التقدميّ الاشتراكيّ قال بأن الدستور يكفل الاعتراض على زيارة باسيل، لكن هل الدستور يكفل حمل السلاح ويحمي المعنِّفين؟ جبران باسيل انطلق إلى الجبل ثانيةً مرتكزًا على أدبيات المصالحة التي أنشدها وليد جنبلاط وباركها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وبعده البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومن ثمّ قداس دير القمر حيث شارك فيه وليد جنبلاط إل جانب جبران باسيل، فهل يجب عليه أن يقدّم بيانًا لأحد لكي يزور منطقته في عاليه؟ هل هذا البلد لجميع بنيه أو وطن قائم على فدراليات طائفيّة تتصدرها الفلسفة الآحاديّة بالأكثريات الحاكمة حيث تبطل فيها قيم المشاركة؟ هل لبنان وطن الخصوصيات المذهبيّة أو هو طن الشراكة الميثاقيّة بآفاقها اللبنانية وأبعادها المشرقيّة والعربيّة؟ إذا كان لبنان وطن الخصوصيّات فليتفضّل السياسيون وليعلنوا ذلك بوضوح ولا يتركوا هذا الأمر مستورًا، أما إذا كان وطن الميثاق فمن حقّ وليد جنبلاط أن يزور الناس في عكار، ومن حق الحاج محمد رعد أن يزور كسروان وجبيل، ومن حقّ سمير جعجع أن يزور جزّين ومن حقّ جبران باسيل أن يزور الجبل وكلّ المناطق اللبنانيّة، ومن حقّ سعد الحريري أن يزور النبطيّة على سبيل المثال لا الحصر. هذه مسألة لا تحتمل التأويل والمزح والدلع. لبنان لجميع أبنائه وكفى.

إنّ ما حصل ليس وليد الصدفة بل وليد تخطيط مبرمج استبق بإطلاق قذيفة آر بي جي على كنيسة مار الياس في منصوريّة بحمدون، والقيام بأعمال شغب فيها من قبل عناصر لا تنتمي إلى البلدة، كما استهدف مخيم الشباب في بلدة كفرمتى برشقات ناريّة، فضلاً عن تعبويات عصبويّة تمّ بثها قبل أربعة ايام من الزيارة لمنع جبران من التواصل مع أهل الجبل. ليس كلامه تحريضيًّا بل الأفعال المستبق للزيارة هي المحرّضة والمانعة وهي دليل إفلاس وفشل.

وبعد، لقد أمسينا أمام نزاعين واضحين:

-واحد بين التيار الوطنيّ الحرّ والحزب التقدميّ الاشتراكيّ.
-وثان بين الحزب التقدميّ الاشتراكيّ والحزب الديمقراطيّ بعد إراقة دماء بريئة. من دون نسيان نزاع الحزب التقدميّ الاشتراكيّ مع تيار المسنقبل.

إذًا ليس التيار الوطنيّ الحرّ قائم في النزاع، بل الحزب التقدميّ الاشتراكيّ نتيجة المبالغات والغلوّ في استراتيجيّات خاطئة للغاية، من لبنان إلى سوريا إلى المنطقة بأسرها. مشكلة وليد جنبلاط هي مع نفسه ومع الآخرين، قضيّته أنّه يخشى من سقوط هالته في الجبل، وهو القائل بأنّ الجميع يجب أن يتعلّموا بأنّ عزل حزب الكتائب كان خطأ تاريخيًّا، فهل يقبل بدوره أن يبقى المسيحيون في الجبل منعزلين أو مستولدين في كنفه دون أن تكون لهم كلمة؟ قضية الوليد أنّه يساهم بعزل نفسه وليبس بعزل الآخرين في حين أنّه لو رضي بالتفاهم مع التيار الوطنيّ الحرّ، واستبقاء علاقته مع حزب الله متينة، لكانت زعامته مستديمة بأصالة بيت المختارة ومتانته. الشراكة في الجبل جوهر كلّ جدّة ومنطلق للشراكة، والشراكة تأبى الاستيلاد والاستعباد والاستبداد، "ليس عبد ولا حرّ" بل جميعنا واحد في الإخلاص للبنان، وجميعنا مهتمّون بأن نكون في وطننا لبنانيين، واللبنانيّة ليست فكرًا مغلقًا، أو هويّة تقتات من فتات الانحسار. اللبنانيّة رسالة كونيّة لها مشتلها وجذورها، وفي الوقت عينه هي حقّ مسيحيّ-إسلاميّ مؤسّس للحق المشرقيّ العربيّ بآفاقه الإنسانيّة والكونيّة. وكما قال مصدر رئاسيّ ليس أحد فوق الدولة والعهد، ورئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون سيمضي حازمًا في تطبيق القانون والدستور اللبنانيّ.

هذا هي رسالة جبران باسيل في كلّ ولبنان ومنه إلى العالم بأسره.

جورج عبيد ,
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING
  • online ordering system for restaurants
  • The best online ordering systems for restaurants
  •